للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى وائل الحديث عن رسول الله ﷺ وأخرج عنه مسلم، وسنذكره فيما بعد.

وفي الحديث: "أن حضرموت فيها وادي برهوت" (١)، وفي الحديث: "خير بئر في الأرض زمزم فيها أرواح المؤمنين، وشر بئر في الأرض برهوت وفيه أرواح الكفار" (٢)].

وفيها: كانت سرية خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب، ذكرها ابن إسحاق.

وأمره رسول الله ﷺ أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم، فخرج خالد إليهم، وبث الركبان في كل وجه يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم الناس، وأقام فيهم خالد يعلمهم كتاب الله وسنة نبيه ﷺ وكتب إلى رسول الله ﷺ يخبره بإسلامهم، وكان في كتابه: لمحمد رسول الله من خالد بن الوليد، السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإن القوم قد أسلموا، وإني مقيم فيهم أعلمهم كتاب الله ومعالم السنن والسلام.

فكتب إليه رسول الله ﷺ: "مِن محمدٍ رسولِ الله ﷺ إلى خالدِ بنِ الوليدِ، سَلامٌ عليكَ، أَمَّا بعدُ: فإنَّ كتابَكَ وَرَدَ عليَّ يُخبرني بإسلامِهم، فالحمدُ لله على ذلك، فبشِّرهُم، وأَنذِرهُم، وخَوِّفهُم، وحَذِّرهم، وليُقبِل مَعَك وَفْدُهم، والسَّلامُ".

فقدم خالد على رسول الله ﷺ بجماعة، منهم: قيس بن الحُصَين، ويزيد بن عبدِ المَدان، فلما دخلوا على النبي ﷺ قال لهم: "أَنتُمُ الذين إذا زُجِروا استَقدَموا؟ " فقال له يزيد: نعم، قال: "أَما واللهِ لَولا كتابُ خالدٍ وَرَد عليَّ بإسلامِكُم لأَلْقَيت رؤوسَكُم تحتَ أقدامِكُم" فقال له يزيد: أَما والله ما حمدناك ولا حمدنا خالدًا، بل حمدنا الله الذي هدانا بك، فقال: "صَدَقتُم" ثم قال لهم: "بمَ كُنتم تَغلِبونَ من قاتلكم في الجاهليةِ؟ " قالوا: كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحدًا بظلم، فقال: "صَدَقتُم" وأمَّر


(١) لم نقف عليه.
(٢) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٩١١٨) من حديث علي موقوفًا قال: خير واديين في الناس ذي مكة، وواد في الهند هبط به آدم ﷺ، فيه هذا الطيب الذي تطيبون به، وشر واديين في الناس وادي الأحقاف وواد بحضرموت يقال له: برهوت، وخير بئر في الناس زمزم، وشر بئر في الناس بلهوت وهي بئر برهوت، تجتمع فيه أرواح الكفار. وما بين معقوفين زيادة من (ك).