للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأهدى لرسول الله هدية يخبره بإسلامه، ثم ارتد في أيام عمر رضوان الله عليه (١)، وسنذكره.

وفيها: بعث رسول الله جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي كلاع بن ناكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع، ملك اليمن، [وقيل: اسمه سُميفع، وذو الكَلاع لقب له، قال الجوهري: ذو الكلاع بالفتح اسم ملك من ملوك اليمن من الأذواء].

وقيل: كان من ملوك الطوائف [فحكى ابن دريد عن الرياشي عن الأصمعي قال: كان رسول الله كاتب ذو الكلاع من ملوك الطوائف على يد جرير بن عبد الله] يدعوه إلى الإسلام، وكان قد استعلى أمره حتى ادعى الربوبية، وأطيع حتى توفي رسول الله قبل عود جرير، وأقام ذو الكلاع على ما هو عليه إلى أيام عمر رضوان الله عليه ثم رغب في الإسلام، فقدم على عمر وسنذكره، وقيل: إنه أسلم على يد جرير، وأسلمت امرأته ضُريبة بنت أبرهة بن الصباح، والأول أصح (٢).

وفيها: كتب فروة بن عمرو الجُذامي إلى رسول الله بإسلامه، وأهدى له [هدية، وقد ذكره ابن سعد وقال: كانت الهدية] بغلة شهباء، وحمارًا، وثيابًا، وقباءً من سندس مخوص بالذهب، وبعث به مع مسعود بن سعيد الجُذامي، وكان عاملًا لقيصر على عمان البلقاء، فكتب إليه رسول الله : "أما بعد، فإنه قد وصلني كتابك، ورسولك، والحمد لله على هدايتك" وأمر بلالًا فأعطى رسوله اثنتي عشرة أوقية ونشًا - أي نصفًا -[وقال هشام:] وكان مسكنه بمعان وما حولها من الشام، وبلغ قيصر إسلامه وما فعل، فكتب يستدعيه، فلما دخل عليه قال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: لقد علمت أن عيسى بشر به وأنه نبي حق، فقال له: ارجع عما أنت عليه، فقال: لا والله ولا بملكك، فحبسه، ثم نصب له خشبة، [ليصلبه، وأخرجه فلما رفع على الخشبة قال: [من الكامل]:

أبلغ سَراة المسلمين بأنني … سِلْمٌ لربّي مُهجتي وعظامي

قال الهيثم:]


(١) "الطبقات" ١/ ٢٢٨.
(٢) انظر "الطبقات" ١/ ٢٢٩، وما بين معقوفين زيادة من (ك).