للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في آخرِه؟ فقالت: ربَّما أوترَ في أوله، وربَّما أوترَ في آخرِه، فقلتُ: الحمدُ للهِ الذي جَعَل في الأمر سَعَةً (١).

وقالت عائشةُ رضوان الله عليها: لم يكن رسولُ الله على شيءٍ من النَّوافلِ أشدَّ تَعاهُدًا منه على رَكعَتَي الفجرِ (٢).

وقالت: ما تَرَكَ رسولُ الله ركعتَيْن بعدَ العصرِ عِندي قطُّ (٣).

قال الزهري: كان مخصوصًا بذلك.

وقالت: كانَ رسولُ الله إذا قامَ يُصلِّي من الليلِ افتَتَح الصلاةَ بركعتينِ خَفيفتين (٤).

[فصل في قيام رمضان]

قال زيدُ بن ثابت: إنَّ النبي اتَّخذَ حُجرةً في المسجدِ من حصيرٍ فصلَّى فيها ليالٍ حتى اجتَمَع إليه ناسٌ، ثم فَقدُوا صوتَه، فظنُّوا أنَّه قد نامَ، فجعَلَ بعضُهم يتنَحنَحُ ليخرجَ إليهم. فقال: "ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكُم حتى خشيتُ أن يُكْتَبَ عليكُم، ولو كُتب عليكُم ما قُمتُم به، فصلُّوا في بُيوتِكُم، فإنَّ أفضَلَ صلاةِ المرءِ في بيتهِ إلَّا المكتوبةَ". أخرجاه في "الصحيحين" (٥).

وقالت عائشةُ رضوان الله عليها: صلَّى رسولُ الله ليلةً في المسجدِ في شهرِ رمضانَ ومعهُ أُناسٌ، ثم صلَّى الثانيةَ فاجتَمعَ تلكَ الليلةَ أكثرُ من الأُولى، فلما كان في الليلةِ الثالثةِ أو الرابعةِ امتَلأَ المسجدُ حتى اغتصَّ بأهلِه، فلم يَخرج إليهم رسول الله فجعَلَ الناسُ يُنادونَه: الصلاةَ، فلم يَخرج إليهم، فلمَّا أصبحَ قال له عمرُ بن الخطاب: يا رسولَ الله، ما زالَ الناسُ يَنتظرونَكَ البارِحَة، فقال: "أَما إنَّه لم يَخْفَ عليَّ أمرُهم،


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٢٠٢)، وأبو داود (٢٢٦).
(٢) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤١٦٧)، والبخاري (١١٦٩)، ومسلم (٧٢٤) (٩٤).
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٦٤٥)، والبخاري (٥٩١)، ومسلم (٨٣٥) (٢٩٩).
(٤) أخرجه أحمد في "مسنده" (٢٤٠١٧)، ومسلم (٧٦٧).
(٥) أخرجه البخاري (٧٢٩٠)، ومسلم (٧٨١). وأحمد في "مسنده" (٢١٥٨٢).