للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدائرة، إلى ها هنا ذكر جدي (١).

ورأيت في كتاب ابن المنادي تمامَ هذا الفصل قال: والأرضُ على نَمَطٍ واحدٍ من جميع الجهات، والأفلاكُ تدورُ على محورين وقطبين ثابتين، ومَن كان مسكنه وسط الأرض عند استواء ساعات الليل والنهار رأى المحورين والقطبين، ومَن كان في بلاد الشمال يرى القطبَ الشمالي، ومَن كان في بلاد الجنوب يرى القطبَ الجنوبيَّ (٢).

وقال جالينوس: العالم شبه البيضة، والسماءُ موضعُ القشر، والهواء موضع البياض، والأرض موضع المُخِّ.

فصل

واختلفوا هل الأفلاك هي السماوات أم هي غيرها؟ على قولين: أما مذهبُ الأوائل فإنها هي بعينها، وأما مذهب المتشرعين (٣) فهي غيرها، وقد رواه العوفي عن ابن عباس واحتج بقوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ [الأعراف: ٥٤] وقال في آية أخرى: ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٣].

وسمِّي الفلَكُ فَلَكًا لاستدارته، ومنه: فَلْكة المغزل، بفتح الفاء لاستدارتها، وأما الفُلْكُ -بالضم- فالسفينة، قال الله تعالى: ﴿فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ [الشعراء: ١١٩].

وقال قوم بانَّ الفَلَكَ هو القطبُ، وليس بشيء، لأن القطبَ لا يزولُ ولا يتغير كما لا يزول قطب الرحى.

فصل

ومذهب جملة المسلمين أنَّ السمواتِ سبع، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ [الطلاق: ١٢].

ومذهب الأوائل والمنجمين أنها تسعة أفلاك، فأولها أقربُها إلى الأرض وهو


(١) "التبصرة"٢/ ١٧٣.
(٢) جاء بعدها في "كنز الدرر" ١/ ٣٣: "قال الجوهري: والمحور العود الذي تدور عليه البكرة، وربما كان من حديد، وسنذكر القطب والجدي في موضعه" وانظر "الصحاح": (حور).
(٣) في (ل): "المشرعين".