للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يزل مُقيمًا بمكة.

وكان أبو قُحافة قد أضرَّ، وكانت وفاتُه في المحرم في هذه السنة، وكان بينه وبين وفاة ابنه سبعةُ أشهر وستةُ أيام، وعاش سبعةً وتسعين سنة، وورث من ابنه أبي بكر السُّدس، فردّه في أولاد أبي بكر.

ذكْرُ أولاده: كان له أبو بكرٍ وعبد اللَّه وأمُّهما أمّ الخير سلمى. وأُمُّ فَرْوَة تزوَّجها الأشعثُ بن قيس.

وقال ابن قُتيبة: تزوَّج أمَّ فَرْوَة رجلٌ من الأزْدِ فولدت له جاريةً، ثم تزوَّجها تميم الداريّ، ثم الأشعثُ بنُ قيسٍ (١).

فولدت له محمَّدًا وإسحاقَ وجُمانةَ (٢) وقريبة.

وذكرها الشيخ الموفَّق في الأنساب، وقال: أسلمت وبايعت، وروتِ الحديثَ عن رسول اللَّه ﷺ، قال: وفي بعض المغازي أن أَبا قُحافةَ قال لابنته يوم الفتح: خُذي بيدي، واصعدي بي إلى أبي قُبيس، ففعلت فقال لها: ما تَرَيْنَ؟ قالت: أرى سوادًا مُجتمعًا قال: تلك الخيلُ. [قالت]: وبين أيديها فارسٌ يُقبلُ ويُدبِرُ، فقال: ذاك الوازعُ -قال الجوهري: الوازعُ: الذي يتقدَّم الصفَّ فيُصلحُه، ويُقَدِّمُ ويُؤخِّرُ. قال: ويُسمَّى الكلبُ وازعًا؛ لأنَّه يكفّ الذئبَ عن الغنم (٣) - فقال: ما تَرين؟ قالت: قد انتشر السوادُ، فقال: أغارت الخيلُ، فالحقي بي المنزلَ، فنزلتْ فأدركتها الخيلُ قبل بلوغِ المنزلِ، فأخذ بعضُهم طَوْقًا كان في عُنُقِها، فلما فتح النبي ﷺ مكَّة قال أبو بكرٍ: أَنشُدُ اللَّه رجلًا أخذ طَوْقَ أختي إلَّا رَدَّه، فلم يُرَدَّ. فقال أبو بكر لأخته: احتسبي طَوْقَك، فإن الأمانةَ في الناسِ اليوم قليل (٤).

وليس في الصحابيات من يُكنى أمّ فَرْوة إلَّا هذه، وأمّ فروة أنصارية (٥).


(١) المعارف ١٦٨.
(٢) في طبقات ابن سعد ٦/ ٧٨: حِبَّانة.
(٣) الصحاح (وزع).
(٤) التبيين ٣١٩، وسيرة ابن هشام ٢/ ٤٠٥ - ٤٠٦.
(٥) تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٥٢.