للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخرُ، فرجعتُ إلى الحمارين، فأتيتُ بِهما صاحب الأَقباض، فنظر فيما على أحدهما، فإذا سَفطان في أحدهما فرسٌ من ذهبٍ مُسْرَجٌ بسرج من فضَّة، على ثَفَره ولَبَبِه الياقوتُ والزمرُّد، وعليه فارسٌ من فضَّةٍ مكلَّل بالجواهر، وإذا في الآخر ناقةٌ من فضَّة، عليها رجلٌ من ذهبٍ، مكلَّلٌ بالجواهر، كان كسرى يَضعُهما على إسطوانتي التاج الذي على رأسه.

وقال سيف، عن هبيرة بن الأشعث، عن أبي عُبيدة العَنْبَريّ قال: لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الأقباض، أقبل رجلٌ بحُقّ معه، فدفعه إلى صاحب الأقباض، فقالوا: ما رأينا مثل هذا قط، هل أخذتَ منه شيئًا؟ فقال: أما واللَّه لولا اللَّه ما أتيتُكم به، فقالوا: مَن أَنْتَ؟ فقال: واللَّه ما أنا بمُخبِركم لتَحمَدوني، ولكن أرضى بثواب اللَّه، فأَتْبعوه رجلًا ليعرفه، فإذا هو عامر بن عبد قيس.

وقال سيف عن مُبشِّر بن الفُضَيل، عن جابر بن عبد اللَّه قال: واللَّه الذي لا إله إلا هو، ما اطَّلعنا على أحدٍ من أهل القادسية يريد الدنيا مع الآخرة، ولقد اتَّهمْنا ثلاثةَ نفرٍ: طُلَيحة بن خُوَيْلد، وعمرو بن معدي كرب، وقيس بن المكشوح، فإذا هم على خلاف ما ظننا من الأمانة والزُّهد (١).

وقعة جَلُولاء (٢)

قال علماء السير: لما نزل سعد القصرَ الأبيض، واستوطن المسلمون المدائنَ، وبعث إلى عمر بالأخماس، بلغه أنَّ مِهْرانَ الرازيَّ -وكان من عُظماء الفرس- قد عسكر بجلُولاء وخندق، وأنَّ أهلَ الموصل قد عسكروا بتكريت، وحشد يَزدجرد الأعاجمَ عند مهران، وأقام هو بحُلوان، كتب إلى عمر بذلك، فكتب إليه: أن سَرِّح هاشمَ بنَ عتبة، فسرَّحه في اثنيْ عشرَ ألفًا، وكان القعقاعُ بنُ عمرو على مُقدِّمته، وعلى ميمنته سِعْر (٣) بن مالك، وعلى الميسرة أخوه عمرو بن مالك، وعلى ساقتِه عمرو بن مُرَّة الجُهنيّ.


(١) الأخبار الثلاثة في تاريخ الطبري ٤/ ١٨ - ٢٠، والمنتظم ٤/ ٢٠٨ - ٢٠٩.
(٢) في هامش (خ) حاشية نصها: جلولاء قرية بفارس.
(٣) في النسخ والمنتظم ٤/ ٢١٣: سعد، والمثبت من الطبري ٤/ ٢٤، والمؤتلف للدارقطني ١١٨٠، والإكمال ٤/ ٢٩٨ - ٢٩٩.