للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أُويس: لا تنظُر إلى صِغَر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة مَن عصيتَ.

وقال: إني لأصلُ إخواني بالدعاء بظهر الغيب؛ لأن الزيارة واللقاء قد يعرضُ فيهما التصنُّع والرِّياءُ (١).

وقال أبو نُعيم بإسناده: كان أُويسٌ إذا أمسى يقول: هذه ليلةُ السجود، فيسجد حتى يُصبح، وإذا أمسى يقول: هذه ليلة الركوع، فيركع إلى الصَّباح (٢).

[ذكر وفاته]

واختلفوا فيها ولم يذكرها ابن سعد في "الطبقات"، وروى أبو نعيم، عن عبد اللَّه ابن سلمة قال: غزونا أَذْرَبيجان في أيام عمر بن الخطاب ومعنا أُوَيس، فمرض بعد رجوعنا، فحملناه فلم يَستمسكْ، فمات في منزل، فإذا قبرٌ محفورٌ، وماءٌ مَسكوب، وكفنٌ وحَنوط، فغسلناه وكفنَّاه، وصلَّينا عليه ودفنَّاه، ثم مَضَينا، فقال بعضُنا لبعضٍ: لو رجعنا فعلَّمْنا قبرَه، فرجَعْنا إلى المكان فلاعَينٌ ولا أَثَر (٣).

وقد حكى جدِّي هذا في "المنتظم"، ثم قال: وقد رُوي أنه عاش بعد ذلك طويلًا، حتى قُتل مع عليّ يومَ صِفّين، قال: والأَوَّلُ أَثبت (٤). يعني: أنَّه مات في هذه السنةِ.

قلتُ: الرواياتُ الظاهرةُ تدلُّ على أنَّه عاش إلى أيام صِفّين.

قال ابنُ سعد بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نادى رجلٌ من أهل الشام فقال: أفيكم أُوَيسٌ القَرَني؟ قالوا: نعم، قال: إني سمعتُ رسول اللَّه يقول: "إنَّ من خير التَّابعين أُوَيسًا القَرَنيَّ"، ثم ضرب دابَّته فدخل فيهم (٥)، يعني عسكر عليٍّ .


(١) انظر صفة الصفوة ٣/ ٥٥، والمنتظم ٤/ ٢٥٤ - ٢٥٥، وشذرات الذهب ١/ ٢١٤.
(٢) حلية الأولياء ٥/ ٨٧.
(٣) الحلية ٢/ ٨٣ - ٨٤.
(٤) المنتظم ٤/ ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٥) طبقات ابن سعد ٨/ ٢٨٣.