للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآخى رسول اللَّه ﷺ بينه وبين طلحة بن عُبيد اللَّه ﵁ (١)، وكان يُدعى القويّ الأمين، وبعثه رسول اللَّه ﷺ على عِدَّةِ سرايا، وبعثه في سرية أميرًا وفيهم أبو بكر وعمر رضوان اللَّه عليهما.

وقيل لعائشة رضوان اللَّه عليها: مَن كان رسول اللَّه ﷺ مُستخلِفًا لو استَخْلَف؟ فقالت: أبو بكر، قيل: فمَن بعده؟ قالت: عمر، قيل لها: فمَن بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة (٢).

وقال له أبو بكر رضوان اللَّه عليه يوم السقيفة: مُدَّ يدك لأُبايعك، فقال له أبو عبيدة ﵁: ما كنتُ لأُصلّيَ برجل أَمره رسول اللَّه ﷺ فأَمَّنا حتى قُبض (٣).

وقال ابن سعدٍ بإسنادهِ عن العِرْباضِ بن سارِية قال: دخلتُ على أبي عُبيدَة في مرضِه الذي مات فيه، فقال: يَغفِرُ اللَّه لعمر بن الخطاب رجوعَه من سَرْغٍ؛ سمعتُ رسول اللَّه ﷺ ويقول: "المطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغَريقُ شهيد، والحَرِقُ شهيد، والهَدَمُ شهيد، وذاتُ الجَنْب شهيد، والمرأةُ تموت بِجُمْعٍ شهيدة" (٤). وله معنيان: أحدُهما: أن تموتَ عَذْراءَ، والثاني: أن تموت وفي بَطنها ولدُها.

وقال هشام: لما أتى عمرُ الشام نزل بمنزل أبي عُبيدة، فقالت له امرأتُه: أهلًا وسهلًا يا أمير المؤمنين، فقال: أفلانةُ؟ قالت: نعم، قال: والذي نفسي بيده لأسوءنَّك، قالت: هل تستطيعُ أن تَسلِبني الإِسلامَ؟ قال: لا واللَّه، قالت: فما أُبالي ما كان بعد ذلك.

قال: وكانت أهدت امرأةُ عظيمِ الرومِ عند فتح دمشق لامرأة أبي عبيدة عِقدًا فيه خرزٌ ولؤلؤٌ وشيءٌ من ذهب، يُساوي ثلاث مئة درهم أو دينار -اشتبه على الراوي، وقيل: إنَّما أهدت لها تاجًا مُرَصَّعًا- فلما نزل عمر منزل أبي عُبيدة جاءت ابنةٌ له


(١) كذا ذكر، وفي طبقات ابن سعد ٣/ ٣٧٩، وأنساب الأشراف ٩/ ٣٢٤، وتاريخ دمشق ٢٥٦، وتهذيب الكمال: أن رسول اللَّه ﷺ آخى بين أبي عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومحمد بن مسلمة، وفي سيرة ابن هشام ١/ ٥٠٥ أن أبا عبيدة وسعد بن معاذ أخوين.
(٢) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٢٠٤)، (١٢٨٦)، وابن عساكر ٢٩٩ - ٣٠٠.
(٣) تاريخ دمشق (عاصم- عايذ) ٢٨٩، ومن قوله: وآخى رسول اللَّه ﷺ. . . إلى هنا ليس في (ك).
(٤) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٨٣.