للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل وفيها تُوفّي

معاذ بنُ جَبَل

ابن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أُدَيّ بن سعد بن عليّ بن أسد بن سارِدة بن يَزيد بن جُشم بن الخَزْرَج، وكُنيتُه أبو عبد الرحمن، وأمّه هند بنت سهل [من بني] رِفاعة، من جُهينة.

ومعاذ من الطبقة الأولى من الأنصار، شهد العَقَبة مع السبعين، وبدرًا وأحدًا والخندق، والمشاهدَ كلَّها مع رسولِ اللَّه ﷺ، وأسلم وهو ابن ثماني عشرة سنةً، وقيل: ابن عشرين.

وكان يكسِرُ أصنامَ بني سَلِمة، وأردفَه رسول اللَّه ﷺ وراءه، ومشى في رِكابه لمّا شيَّعه إلى اليمن ومعاذ راكبٌ، وقد ذكرناه في سنة تسع. وكان يُفتي بالمدينة في حياةِ رسول اللَّه ﷺ وأبي بكر، وآخى رسول اللَّه ﷺ بينه وبين ابن مسعود.

وقال ابن سعد: شهد مُعاذ بدرًا وهو ابن عِشرين أو إحدى وعشرين سنةً.

وخرج إلى اليمنِ بعد غَزاة تبوك وشهدها، وخرج إلى اليمن وهو ابن ثمانٍ وعِشرين سنةً (١).

ذكر صفته: قال ابن سعدٍ، عن الواقدي، عن أشياخٍ له قالوا: كان معاذ طُوالًا، أبيض، حَسَنَ الثغْرِ، مجموعَ الحاجبين، أكحَلَ العينين، برّاقَ الثنايا، جَعْدًا، قَطَطًا (٢).

وقال ابن مسعود (٣): كان يُسمّى القانتَ والخاشِعَ.

وقال ابن سعدٍ بإسناده عن أبي مُسلم الخَولاني قال: دخلتُ مسجدَ حمص، فإذا فيه نحوٌ من ثلاثين كَهْلًا من أصحابِ رسول اللَّه ﷺ، وإذا فيهم شابٌّ أكحلُ العينين، برّاقُ الثَّنايا، ساكتٌ لا يتكلّم، فإذا امتَرى القومُ في شيءٍ أقبلوا عليه فسألوه، فقلتُ اجَليسي: مَن هذا؟ قال: معاذ بن جبل (٤).


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٥٤٠ و ٩/ ٣٩١.
(٢) الطبقات ٣/ ٥٤٥ و ٩/ ٣٩٣.
(٣) من قوله: وقال ابن سعد شهد معاذ. . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).
(٤) طبقات ابن سعد ٣/ ٥٤٥ و ٩/ ٣٩٢ - ٣٩٣.