للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل: وفيها زُلزلت المدينةُ، ووقعتِ الدورُ، أَنْبأنا جدّي بإسناده عن صَفية بنت أبي عبيد -وأخرجه أبو بكر الخطيب بإسناده عن صفية- قالت: زُلزلت المدينةُ على عهد عمر، فقال عمر: أيها الناس، ما هذا؟ ما أسرع ما أحدثتُم، لئن عادت لا ساكنتكم فيها أبدًا (١).

وذكر جدّي في كتابٍ يُقال له: "معاني المعاني": فضربها عمر بالدِّرَّةِ فسكنت.

قال هشام: وهي أَوَّلُ زَلزلةٍ كانت في الإِسلام.

وقد أخبر النبي ﷺ بحدوثِ الزلازل، روى أبو هريرة عن النبي ﷺ قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يُقْبَضَ العلمُ، وتكثرَ الزلازلُ، وتظهَرَ الفِتَنُ، ويَكثُرَ الهَرْجُ"، قيل: وما الهرج؟ قال: "القتل" (٢).

وفي رواية: "وإذا ظهرتِ الفاحشةُ كانت الرجْفَةُ" (٣).

وفي حديث أبي هريرة أيضًا قال: رجفت الأرضُ على عهدِ رسولِ اللَّه ﷺ فقال: "أيُّها النَّاسُ، إن ربكم قد عَتِبَ عليكم، فأعتبوه".

وفيها عزل عمر رضوان اللَّه عليه قُدامة بن مَظعون عن البحرين، وولّاها أَبا هُريرة، وقيل: إنما ولّاها أَبا بكرة، وكان قُدامة قد شرب الخمر، فحدَّه عمر رضوان اللَّه عليه.

وفيها تزوّج عمر فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزوميّ، أمّ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان زوجُها الحارث بن هشام قد مات بالطاعون، وفاطمة أختُ خالد بن الوليد، خرجت مع زَوْجِها الحارث يوم أحد مع الكفّار، ثم أسلمتْ يومَ الفتح، وحَسُن إسلامُها، وروت عن رسول اللَّه ﷺ.

وفيها عزل عمر بن الخطاب رضوان اللَّه عليه سعد بنَ أبي وقّاص ﵁ عن الكوفة، وولّاها عمار بن ياسر ﵁.


(١) المنتظم ٤/ ٢٩٤، ٢٩٥.
(٢) أخرجه أحمد (١٠٨٦٣)، والبخاري (١٠٣٦).
(٣) أخرجه ابن عدي في الكامل ٧/ ٢٧٠٣ من حديث ابن عمر، وفيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال أبو حاتم: منكر الحديث لا أدري منه أو من أبيه، انظر لسان الميزان ٨/ ٤٨٣.