للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولَطَمْنَ الخُدودَ وتطعمن الطعام ما نهاهُنَّ عمرُ (١).

وعامّةُ العلماء على أنه مات بحمص، كالواقدي وهشام والزبير بن بكّار وغيرهم.

قال الزبير بن بكار: قَدِم خالد المدينةَ معتَمِرًا لمّا عزله عمر، ثم رجع إلى حمص فمات بها في سنةِ إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين، فلما بلغ عمرَ مَوْتُه ترحَّم عليه.

وكذا قال ابنُ سعدٍ عن الواقدي: قَدِم قومٌ من حمص على عمر، فسألهم عن خالدٍ فقالوا: مات خالد يوم خَرَجْنا منها، فجزع لموتهِ وبكى وترحَّم عليه، فقال له عليّ: فلِمَ عزلْتَه؟ فقال: لبَذْلهِ المال لأهل الشّرفِ وذي اللسان، فقال له عليٌّ: فكنتَ عزلتَه عن التَّبذير في المالِ، وتركتَه على الجُنْدِ، فقال: لم يكُنْ ليَرْضى، فقال: كنتَ بَلَوْتَهُ (٢).

وفي رواية هشام (٣): أن عمر لمّا بلغه وفاةُ خالدٍ بكى وترحَّم عليه وقال: كان واللَّهِ سَدادَ الثُّغور، مَيمونَ النَّقيبة، فقال له علي Object: فلمَ عزلتَه؟ فقال: ليعلم أن اللَّه ناصرُ المؤمنين، ولقد ثَلَمَ واللَّه موتُه في الإسلامِ ثَلْمَةً لا تُرْتَقُ، وكذا ذكره جدّي في "التَّلقيح" وقال: لمّا عزله عمر لم يزل مُرابطًا بحمص حتى مات (٤).

وفي رواية ابن سعدٍ عن الواقدي أن عمر قال: لقد نَدِمْتُ على عَزله (٥).

فالحاصلُ أن في مكانِ وفاته قولين: أحدهما في حمص، والثاني بالمدينة، حكاه جدي عن سيف (٦).

وذكر الموفَّقُ وابن عساكر القولين، والأوَّل أشهرُ (٧).

وقال ابن عساكر: إن عمر رضوان اللَّه عليه خرج حاجًّا، فنزلوا منزلًا، وإذا براكبٍ


(١) هذا الكلام من تمام خبر ابن عكرمة السالف قبل هذا الخبر.
(٢) طبقات ابن سعد ٥/ ٤٢ - ٤٣.
(٣) من قوله: أي حلقت رأسها. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).
(٤) تلقيح فهوم أهل الأثر ١٤٨.
(٥) طبقات ابن سعد ٥/ ٤٣.
(٦) سلف قريبًا في قصة وفاته.
(٧) من قوله: وكذا ذكره جدي في التلقيح. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).