للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت امرأةً حازِمةً جَلْدَةً، وقد ذكرنا أنَّها قتلتِ اليهوديَّ الذي تعرَّض للأُطْمِ الذي كانت فيه في غَزاةِ الخندقِ.

وقال ابن سعد: وقد روتِ الحديث عن رسولِ اللَّه ، وقال ابن سعد بإسناده عن عروة: أنَّ صفيةَ بنت عبد المطلب جاءت يومَ أُحُدٍ وبيدِها رُمْحٌ تضرِبُ به وجوه الناس وقد انهزموا وتقول: انهزمتُم عن رسولِ اللَّه فلما رآها رسول اللَّه قال: "يا زبيرُ، المرأة"، وكان حمزةُ قد بُقِر بطنه، فكره رسول اللَّه أن تراه وكانت أُختَه، فقال الزبير: إليك إليك، فقالت: تَنَحَّ لا أُمَّ لك، فجاءت فنظرت إلى حمزة، وقد ذكرنا طرفًا منه في غزاةِ أُحد (١)، وليس في الصحابياتِ من اسمُها صفيةُ بنت عبد المطّلبِ سواها.

وذكرها أبو تمام في "الحماسة"، وأنشد لها فقال: قالت: [من الوافر]:

ألا مَن مُبلِغٌ عنا قريشًا … ففيمَ الأمرُ فينا والإمارُ

لنا السَّلَفُ المقَدَّمُ قد علمتُم … ولم توقد لنا بالغدر نارُ

وكلُّ مناقب الخيرات فينا … وبعضُ الأمر مَنْقَصَةٌ وعارُ (٢)

فصل وفيها توفي

[عمر بن الخطاب]

ابن نُفيل بن عبد العُزّى بن رِياح بن عبد اللَّه بن قُرط بن رِزاح بن عدي بن كعب، وكنيتُه أبو حفص، وأمُّه حَنْتَمةُ بنت هاشم بن المغيرة بن عبد اللَّه بن مخزوم، وقد ذكرنا نسبَه ونسبَ أمِّه، وخلافتَه وبعضَ أيامه فيما تقدَّم (٣).

وإسلامُه في سنة خمسٍ أو ستّ من النبوة، وأن اللَّه أتَمَّ به الأربعين.

وهو من الطبقةِ الأُولى من المهاجرين، والعشرة المبشَّرين.

شهد بدرًا وأُحدًا والخندق والمشاهدَ كلَّها مع رسولِ اللَّه ، وثبت معه في


(١) طبقات ابن سعد ١٠/ ٤١ - ٤٢، وسلف.
(٢) حماسة أبي تمام بشرح المرزوقي (٨٠٥)، ومن قوله: وذكرها أبو تمام. . . إلى هنا ليس في (ك). وانظر في ترجمتها الاستيعاب (٣٣٧١)، والتبيين ١٦٧، والإصابة ٤/ ٣٤٨.
(٣) في بداية خلافته سنة (١٣ هـ).