للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا فَرْغ الدلو المقدَّم والمؤخَّر: فكل واحد منهما كوكبان، بين كل كوكب مقدار خمسة أذْرع في رأي العين، كأنهما يفرغان من الدّلاء. وقال الجوهري: والفرغ مخرج الماء من الدلو بين العَراقي، قال: ومنه يسمّى الفرغان (١).

وأمّا الرِّشاء: فقال الجوهري: هي كواكب كثيرة صغار على صورة السّمكة يقال لها: بطن الحوت، وفي سرّتها كوكب نيِّر، ينزله القمر (٢).

فهذه منازل القمر يقطعها في كل شهر، ويكون القمر في كل ليلة حذاء واحد منها أو قريبًا منه ثمَّ ينتقل في الليلة الثانية إلى ما بعده، ويكون منها فيما بين طلوع الشمس إلى غروبها أربعة عشر، وفيما بين غروبها وطلوعها أربعة عشر (٣)، وفي وقت الفجر منزلان منها، وكلها تطلع من المشرق وتغرب في المغرب، وتكون وقت طلوعها إلى يسرة المصلي، ووقت غروبها على يمينه، بحسب اختلاف الأقاليم. والشمس أيضًا تنزل هذه المنازل.

فصل

والعرب تسمِّي هذه المنازل الأَنواء: وقال ابن قتيبة: إنما سمّي النوء نوءًا لأنه إذا سقط الغارب ناء الطالع (٤). أي: نهض.

وقال الجوهري: والنَّوء سقوط نجم من المنازل في المغرب مع الفجر وطلوع رقيبه من المشرق يقابله من ساعته في كلّ ليلة إلى ثلاثة عشر يومًا، وهكذا كل نجم منها إلى انقضاء السّنة، ما خلا الجبهة فإنّ لها أربعة عشر يومًا. قال: وقال أبو عبيد: لم يسمع في النوء أنه السقوط إلّا في هذا الموضع، وكانت العرب تضيف إليها الأمطار والرياح والبرد والحرّ، وقد قال عمر بن الخطاب ﵁: مطرنا بنوءِ كذا (٥).


(١) "الصحاح": (فرغ).
(٢) "الصحاح": (رشو).
(٣) في (ب): "أربعة وعشرون".
(٤) "أدب الكاتب" ص ٨٧.
(٥) "الصحاح": (نوأ)، و"غريب الحديث" ١/ ٣٢١. ولم يذكرا القول عن سيدنا عمر بن الخطاب، إنما ذكراه حكاية عن قول العرب.