للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر المبرِّدُ في كتاب "الكامل" أن عمرَ لمّا جزَّ شَعرَ نَصْرِ قال نَصْر: [من الطويل]

ضَنَّ ابنُ خَطّابٍ عليَّ بجُمَّةٍ … إذا رُجِّلَت تهتَزُّ هزَّ السَّلاسِلِ

فصَلَّعَ رأسًا لما يصلِّعْهُ ربُّه … يرِفُّ رفيفًا بعد أسودَ جاثِلِ (١)

الجاثل: الكثيرُ الشَّعر.

وقال هشام بن الكَلْبي: نصرُ بن حجَّاج بن عِلاط السُّلَميُّ، لأبيه حجَّاج صحبةٌ.

ومُجاشع بن مسعود كان خليفة أبي موسى الأشعريِّ على البصرةِ، وطلَّق مُجاشعٌ امرأتَه بسبب نَصرٍ، وبلغ أبا موسى فقال لنَصرٍ: ما أخرجَكَ أمير المؤمنين من خيرٍ، اخرُج عنّا، ونفاه إلى فارس، فنزل على دِهقانةٍ فأعجبها، فراسلتْه وراسَلها، وكان على فارس عُثمان بن أبي العاص الثقفي، فأراد أن يَنفيَه فقال له نصر: واللَّهِ لئن سيَّرْتني لألحقنّ بالكفار، فسكت عنه (٢).

وقال الهيثم: فيقال إن المُتَمَنِّية التي قالت: هل من سبيلٍ إلى خمرٍ فأشربها، الفارعةُ أُمُّ الحجاج بن يوسف الثقفي، واللَّه أعلم.

وبينا عمر يَطوفُ بالمدينة ذات ليلة إذا بنسوةٍ يَتحدَّثْنَ، فإذا هنَّ يَقُلن: أيُّ أهلِ المدينة أَصْبَح؟! فقالت امرأة منهن: أبو ذُؤيب، فلما أصبح سأل عنه، فإذا هو من بني سُليم، فأرسل إليه، فإذا هو منَ أجملِ الناس وَجهًا، فلما نظر إليه قال: واللَّه أنتَ ذِئبُهنّ، مرتين أو ثلاثًا، والذي نفسي بيده لا تُجامِعْني بأرض أنا بها، فقال له: إن كنتَ لابدَّ مُسيِّرَني فسَيِّرْني إلى حيثُ سيَّرتَ ابن عمّي، فأمر له بما يُصلحُه وسيَّره إلى البصرة (٣).

وخرج رجل من المسلمين غازيًا وترك امرأتَه، وكان إلى جنبها رجلٌ يُقال له: مَعقِل؛ له جَمال وشَعر، فكتب زوجُها إلي عمر: [من الطويل]

أعوذُ بربِّ الناس من شَرِّ مَعقِل … إذا مَعقِلٌ راح البَقيعَ ورَجَّلا


(١) الكامل ٧٠٦.
(٢) تاريخ دمشق ١٧/ ٥٣٨ - ٥٣٩ (مخطوط).
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٦٥ - ٢٦٦، وأنساب الأشراف ٩/ ١٠٣، واعتلال القلوب ٣٣٩.