للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من قريشٍ إذ قيل لنا: إن محمدًا قد أنكح ابنتَه رُقيَّةَ عُتبة بن أبي لهب -وكانت رُقيَّةُ ذات جمالٍ رائعٍ.

قال عثمان: فدخلَتْني الحَسرةُ لمَ لا أكونُ سبقتُه إليها! قال: فلم ألبث أن انصرفتُ إلى منزلي، فأصبتُ خالتي سُعدى بنت كُرَيْز قاعدةً، وكانت قد طَرَقَتْ وتكَهَّنتْ عند قومها، فلما رأتني قالت: [من الرجز]

أَبشِرْ وحُيِّيتَ ثلاثًا تَتْرى

ثم ثلاثًا وثلاثًا أُخرى

ثم بأُخرى كي تتمَّ عَشْرا

أتاك خيرٌ ووُقيتَ شرّا

أُنكِحْتَ واللَّه حَصانًا زَهْرا

وكُنْتَ بِكْرًا ولَقِيتَ بِكْرا

وافَيتَها بنتَ عظيمٍ قَدْرا

بنتَ نبيِّ قد أشادَ ذِكْرا

قال عثمان: فعجبتُ من قولها وقلتُ: يا خالةُ، ما تقولين؟ فقالت: عثمان،

لك الجَمالُ و [لك] اللسان

هذا نبيٌّ معه البُرهان

أرسله المُهَيْمنُ الدَّيَّان

وجاءه جبريلُ بالفرقان

فاتْبَعْه لا تَغْتَالُك الأَوْثان

قال: فقلتُ: يا خالةُ، إنَّك تَذكُرين رجلًا أو شيئًا ما وقع ببلدنا، فبَيِّنيه لي، فقالت: محمد بن عبد اللَّه، رسولٌ من عند اللَّه، جاء بتنزيلِ اللَّه، يدعو إلى اللَّه، قال: فوقع كلامُها في قلبي، وأتيتُ أبا بكرٍ فأَخبرتُه، فقال: ويحك يا عثمان، أنتَ رجلٌ