للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السنةُ التاسعة والعشرون

قال الواقدي: وفيها عزل عثمانُ أبا موسى عن البصرة، وولّاها عبد اللَّه بن عامرِ ابن كُرَيْز، ابن خال عثمان، وهو يومئذٍ ابنُ خمسٍ وعشرين سنةً، وكان في وصيَّةِ عمر الخليفةَ بعده أن يُقرَّ أبا موسى الأشعري على وِلايته ولا يَعزله.

وقال سيف: وهذا سادسُ أمرٍ أُخِذَ على عثمان، لمّا ولي عثمان أقرَّ أبا موسى على البصرةِ ثلاث سنين، وعزله في الرابعة.

وقال ابن مَنده: إنَّما عزل عثمانُ أبا موسى عن البصرةِ لأنَّه حثَّ الناسَ على الجهاد إلى كابُل، فقالى الناسُ: لنا أُسوةٌ بك، إذا خَرَجْتَ خرجنا، فخرجَ ثَقَلُهُ من القصرِ على أربعين بَغلًا، فتعلَّقوا بها وقالوا: احمِلْنا على بعضها، فقَنَّع بعضَهم بالسَّوطِ فاستغاثوا، وبلغ عثمانَ فعزله.

وفي روايةٍ: أن الأكراد أفسدوا وكفروا، وكذا أهلُ إيذَج، فقام أبو موسى خَطيبًا، وزهَّد في الدنيا ورغَّب في الآخِرة، فقالوا: واللَّهِ ما نخرجُ معه حتى نَنظُرَ هل يُوافِقُ قولُه فِعلَه أم لا؟ فلما خَرَج في المغالىِ وعليها الأثقالُ تَعلَّقوا بها، وكتبوا إلى عثمان فعزله، وأمَّر عبد اللَّه بن عامرٍ (١).

وفيها ولّى عثمان على خُراسان عُمير بنَ عثمان بن سعد، وعلى سجستان عبد اللَّه ابن عُمير الليثي، فسيّر عُمير إلى فَرغانة، وشنّ الغارات، فصالحه أهلُ الكُوَر، وكذا عبد اللَّه بن عُمير أثخن في البلاد حتى بلغ النهر.

وفيها انتقضَتْ خُراسان وسجستان، فأمر عثمان عبدَ اللَّه بنَ عامر، فسار إليها في جنود العراق، وكان عُبيد اللَّه بن مَعمر قد تقدَّم عبد اللَّه بن عامر في جيشه، فالتقى به العدوّ على باب اصطَخْر، فقتلوا عبيد اللَّه بن مَعمر، وهزموا جيشَه، وبلغ الخبر عبد اللَّه


(١) من قوله: وفي رواية أن الأكراد. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).