للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الرحمن بن حسَّان فيَنتصِفُ منه ويُقاومه، وهو القائلُ لمروان: [من الطَّويل]

تجبَّرتَ واستكبرتَ حتَّى كأنما … نَرى بك فإنا قيصرًا وابنَ قيصرا

فذا العرش لا تغفِر لمروانَ إنني … أراه بأخلاق المكارم أَعْسرا (١)

أراد العُسرة لا من اليد، ومن شعره: [من الوافر]

ألا [مَن] مُبلغٌ مروانَ عنّي … رسولًا والرسولُ من البَيانِ

فإنَّك لن ترى طَردًا لحُرٍّ … كإلصاقٍ به طرفَ الهَوانِ

وهل حُدِّثتَ قبلي عن كريمٍ … مُعينٍ في الحوادث أو مُعانِ

يُقيمُ بدارِ مَضْيَعةٍ إذا لم … يَكن حَيرانَ أو خَفِقَ الجَنانِ

فلو أنّا بمَنزلةٍ جميعًا … جريت وأنتَ مُضطرِبُ العِنانِ

ولولا أن أُمَّ أبيك أُمِّي … وأنْ مَن قد هَجاك فقد هجاني

لقد جاهَرْتُ بالبَغضاءِ إني … إلى أمر الجهارة والعلان (٢)

وأدرك عبد الرحمن يوم الدّار مع إخوته مروان والحارث، وعثمان الأكبر بن الحكم.

وكانت ابنةُ عبد الرحمن تحت يَحْيَى بن سعيد بن العاص فطلّقها البتَّة، فانتقلها عبد الرحمن إليه، فأرسلت عائشة رضوان الله عليها إلى مروان: اتَّقِ الله ورُدَّ المرأةَ إلى بيتها (٣).

ولما عزل معاويةُ مروانَ عن المدينة بعث مروان أخاه عبد الرحمن إلى معاوية ليَستَصلحَه، وكان معاوية ولَّى سعيد بنَ العاص المدينة، فقال عبد الرحمن لمعاوية: [من الوافر]

أتتْكَ العِيسُ تَنفُخُ في بُراها … تكَشَّفُ عن مَناكبها القُطوعُ

بأبيضَ من أُميَّةَ مِضرَحِيٍّ … كأنّ جبينَه سيفٌ صَنيعُ

فقال له معاوية: أزائرًا جئتَ أم مُفاخِرًا مَكاثرًا؟ فقال له: على أيّ ذلك شئتَ،


(١) أنساب الأشراف ٥/ ٣٤٠.
(٢) التبيين ١٨٥.
(٣) تاريخ دمشق ٩/ ٩٢١ (مخطوط).