للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال له رجلٌ من أهل حمص: اعزِلْ سَفيهك عنا، فالتفتَ عبد الملك إلى يحيى بن الحكم وقال له: ارتحلْ عن جِوار القوم.

وكان يحيى بن الحكم حَسَنَ المَحْضَرِ للناس عند عبد الملك، وهو القائل حين قَتل عبد الملك عمرو بنَ سعيد الأشْدَق فقال: [من الطَّويل]

أعينَيَّ جُودا بالدُّموعِ على عَمرِو … عشيّةَ تُبْتَزُّ الخلافةُ بالغَدْرِ

كأنّ بني مروانَ إذ يَقتلونه … بُغاثٌ من الطّيرِ اجتمعْنَ على صَقْرِ

غَدرتُم على عمرو بني خَيطِ باطِلٍ … وأنتم ذَوو قُرْبى به وذَوُو صِهْرِ

فرُحْنا وراح الشَّامِتون عشيَّةً … كأن على أكتافنا فلَقُ الصَّخرِ

لحى الله دُنْيا تُدخِل النارَ أهلَها … وتَهتِكُ ما دون المحارمِ من سِتْرِ (١)

وأمَّا يوسف فأمُّه أمُّ يوسف بنت هاشم بن عُتبة.

وأمَّا خالد بن الحكم فكان مع عبد الملك يوم قَتل عمرو بنَ سعيد، وانتدب قومٌ يُقاتلون مع عمرو، فبعث عبد الملك خالدًا إليهم، فهَزمهم.

وأما بناتُ الحكم؛ فتزوَّج أمَّ البنين سعيد بنُ العاص، وتزوّج زينبَ أسيدُ بن الأَخْنَس الثَّقفيُّ، وتزوَّجَ أُمَّ يحيى عُروةُ بنُ الزُّبَير، وكانت أصغرَ وَلَد الحكم، وتزوّج أمَّ أبان عبد الله بنُ المطَّلب بن حَنْطب المخزومي، ثم خلف على أُختها أمِّ الحكم، وتزوَّج أُمامةَ بنت الحكم عبدُ الرحمن بنُ الحارث بن أبي ذِئب، من بني عامر بن لُؤيّ (٢).

[سلمان الفارسي]

كُنيته أبو عبد الله، ويُقال له: سلمان الخير، وكان يقول: أنا ابنُ الإسلام، وهو من الطبقة الثَّانية من الصّحابة، قال: أنا من رَامَ هُرْمُز، تَداوَلَني بِضعةٌ وعشرون من ربّ إلى ربّ، وقيل: أصلُه من اِصْطَخْر، وقيل: من أهل أَصبهان، من قرية يُقال لها: جيّ، وقال: كان أهلُ قريتنا يَعبدون الخيلَ البُلْق.


(١) نسب قريش ١٧٩، وأنساب الأشراف ٥/ ٣٣٩، والأغاني ٢٠/ ٣١٠، وتاريخ دمشق ١٨/ ٥٦ - ٥٧، والتبيين ١٨٤ - ١٨٥.
(٢) أنساب الأشراف ٥/ ٣٣٦.