للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعُطارد والمِريخ، وجِرم المشتري بمقدار الدنيا اثنتين وثمانين (١) مرة. قال الجوهري: ويسمَّى المُشتري الأحور (٢). وزحل أعظم من الدنيا بتسع وتسعين مرّة.

وروي عن النُّوبختي أنه قال: جِرم الشمس خمس عشرة درجة أمامها، وكذا خلفها، وجِرم القمر اثنتا عشرة درجة أمامه، وكذا خلفه، وجِرم المشتري تسع درجات أمامه، وكذا خلفه، وكذا جِرم زحل، وجِرم المِرِّيخ ثمان درجات أمامه وكذا خلفه، وجرم الزهرة سبع درجات أمامها وكذا خلفها، وكذا عطارد.

وذكر هارون بن المأمون في تاريخه المسمّى بـ "منهاج الطالبين": أن أصغر كوكب في السماء بمقدار الدنيا مرَّات كثيرة، قال: إلا القمر، فإنه أصغر من الأرض.

قلت: أما "قوله أصغر كوكب في السماء بمقدار الدنيا" فنعم، وما ذكر في القمر فلم يوافقه عليه أحد.

قال أبو معشر: فأمَّا الكواكب العظام الثابتة كالشِّعرى العَبُور، والسِّماك، والنَّسر الواقع، والطائر، وقلب الأسد، ونحوها، وهي خمسة عشر كوكبًا، فكل كوكب منها بمقدار الأرض أربعًا وتسعين مرّة ونصفًا.

وقال ابن قتيبة: النَّسر الواقع ثلاثة أنجم [كأنها أثافي، وبإزائه النسر الطائر وهو ثلاثة أنجم] مصطفَّة:

[رسم توضيحي]

[وإنما قيل للأول]: الواقع كأنَّهم جعلوا اثنين منها جناحيه قد ضمَّهما إليه كأنه طائر وقع، وكذا الطائر ثلاثة أنجم مصطفَّة يجعلون اثنين منها جناحيه كأنه طائر قد بسطهما (٣).

قال أبو معشر: ويقطع كل واحد منهما الفلك في ستّة وثلاثين ألف سنة.


(١) في (ب): "تسعة وثلاثين".
(٢) "الصحاح": (حور).
(٣) "أدب الكاتب" ص ٩٢، وما بين معقوفين زيادة منه.