للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان عُروة نزل الكوفة، ووَلي القضاءَ بها، ثم نزل المدائن، وانتقل إلى بَراز الرُّوز على مرحلة من النَّهْرَوان، وأقام بها مُرابطًا، وكان في داره سبعون فَرسًا مربوطةً للغَزاة في سبيل الله، منها فرسٌ واحد أخذه بعشرة آلاف دِرهم (١).

وأمَّا جُندب بن زهير بن الحارث بن كَثير الأزديّ، يُقال إن له صُحبة، وكان على رجَّالةِ عليّ ﵇ يومَ صِفّين، وقُتل معه (٢).

وفيها نفى عثمان رضوان الله عليه حُمران مولاه إلى البَصرة بسبب امرأةٍ تَزوَّجها في عِدَّتها، ففَرَّق بينهما وجَلده، فأقام بالبصرة، ثم عاد إلى المدينة.

وفيها سَيَّر عثمان رضوان الله عليه عامر بنَ عبد الله ويُعرف بابن عبد القيس التَّميمي من البَصرة إلى الشام، وسببُه لما قَدم حُمران المدينة قدم معه قومٌ من أهل البصرة، فسَعَوا بعامر، وقالوا: لا يَرى التَّزويج، ولا يَأكلُ اللحم، ولا يَشهدُ الجمعة، فكتب عثمان رضوان الله عليه إلى عبد الله بن عامر أن يُسيِّرَه إلى الشام، فلما قدم على معاوية وافقه وبين يديه ثَريدةٌ في قَصْعة وعليها لَحم، فأكل معه أكلًا غريبًا، فعرف أن الرجل مَكذوب عليه، فأخبره بما قيل عنه، فقال عامر: أما اللحم فقد أكلتُ معك، وما امتنعتُ منه إلّا لأن الذَّبَّاحين بالبصرة ذبائحُهم مَيتة؛ لأنهم لا يذكرون اسمَ الله عليها، وأمَّا النكاح فلأني رجلٌ كبيرٌ لا طاقةَ لي بالنساء، وأمَّا الجمعة فإني أشهدُها في آخرهم، وأخرجُ في أولهم خوفَ الفتنة، فقال له معاوية: فارجع إلى بلدك، فقال: لا والله، لا أرجع إلى بلدٍ استحلَّ مني أهله ما استحلُّوا، ولكني أقيم بهذا البلد الذي اختاره الله لي، فكان يكون بالسَّواحل، وكان يلقاه معاوية فيقول له: هل من حاجة؟ فيقول: لا، فلما كثر عليه قال: تَردُّ عليَّ من حَرِّ البصرة لعل الصوم يشتدُّ علي شيئًا، فإنَّه يَخِفُّ في بلادكم.

وفيها وُلد عليّ بن الحسين زين العابدين ﵁.

وفيها خرج محمد بنُ أبي حُذَيفة إلى مصر، وكان رَبيبَ عثمان رضوان الله عليه، وخرج معه محمد بن أبي بكر فحرَّضا النَّاسَ على عثمان رضوان الله عليه، فكتب


(١) طبقات ابن سعد ٦/ ٢٨٥ و ٨/ ١٥٦، وتاريخ بغداد ١/ ١٩٣.
(٢) تاريخ دمشق ٤/ ٣٤ (مخطوط)، والإصابة ١/ ٢٤٨.