للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العقبة وبدرًا، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار.

ذكر وفاة عامر:

قال ابن سعد بإسناده عن يَحْيَى بن سعيد قال: أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قام أبي يصلي في بيته بالليل، وذلك حين نَشِب النَّاس في الطعن علي عثمان، فصلَّى من الليل، ثم نام، فأُتي في المنام فقيل له: قم فاسأل الله أن يُعيذك من الفِتنة التي أعاذ منها صالحَ عباده، فقام فصلّى، ثم اشتكى فما أُخرج إلَّا جنازة.

قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: كان موتُ عامر بن ربيعة بعد قتل عثمان بأيام، وكان قد لزم بيتَه فلم يَشعر النَّاس إلَّا بجنازته وقد أُخرج (١).

وقيل: إنه مات قبل قتلِ عثمان بأيام.

وقال ابن عبد البرّ: كان لعامر ولدان كلاهما يقال له عبد الله، وأمّهما ليلى بنت أبي حَثْمة، وكُنيةُ الأكبر أبو محمد، قُتل يوم الطائف شهيدًا، وعبد الله الأصغر وُلد على عهد النَّبيِّ وتوفي رسول الله وهو ابنُ خمس سنين، وله إدراك.

قال عبد الله: جاءنا رسول الله في دارنا وأنا ألعب (٢).

أسند عامر بن ربيعة عن رسول الله الحديث، فأخرج له أحمد في "المسند" أحد عشر حديثًا، وأُخرج عنه في "الصحيحين" حديثان متَّفقٌ عليهما.

وروى عامر عن أبي بكر وعمر، وروى عنه ابن عمر، وابنُه عبد الله بن عامر، وابنُ الزُّبير عبد الله وغيرهم، وليس في الصّحابة مَن اسمُه عامر بن ربيعة غيره، وذكره جدِّي في "جامع المسانيد".

ومن مَسانيده؛ قال أحمد: حدَّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: رأيتُ رسول الله ما لا أحصي يَتَسَوَّك وهو صائم (٣).


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٣٦٠.
(٢) الاستيعاب (١٤٤٩) و (١٤٥٠).
(٣) مسند أحمد (١٥٦٧٨)، وانظر في ترجمته الاستيعاب (١٨٢٢)، وتاريخ دمشق (عاصم- عايذ) ١١٢، والسير ٢/ ٣٣٣، والإصابة ٢/ ٢٤٩، والمنتظم ٥/ ٧٣.