للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استأذن عمر، فأذن له وهو على تلك الحال، فاستأذن عثمان، فأرخى عليه ثيابَه، قالت: فقلت له في ذلك فقال: "ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه ملائكةُ السماء" (١).

وقال أحمد بإسناده عن عثمان بن عبد الله بن مَوْهَب.

وقال البُخاريّ: حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا أبو عوانة، حدَّثنا عثمان هو ابن مَوْهَب قال: جاء رجلٌ من أهل مصر يَحجُّ البيت، فرأى قومًا جُلوسًا، فقال: مَن هؤلاء؟ قالوا: قريش، قال: فمَن الشيخُ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر، فقال: يا ابن عمر، إنِّي سائلُك عن شيءٍ فحدِّثني، قال: اسأل، قال: هل تعلم أن عثمانَ فرَّ يوم أُحُد؟ قال: نعم، قال: هل تعلم أنَّه تَغيَّب عن بدرٍ فلم يَشهدها؟ قال: نعم، قال: فهل تعلم أنَّه تَغيّب عن بيعة الرِّضوان فلم يَشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، فقال ابن عمر: تعال أُبَيِّنْ لك، أما فرارُه يوم أحد، فأَشهد [أن] الله عفا عنه وغفر له، وأمَّا تَغَيُّبُه يوم بدر، فإنَّه كانت تحته ابنةُ رسول الله وكانت مريضة، فقال له رسول الله : "لك أجرُ مَن شهدها"، وضرب له بسَهمه، وأمَّا تَغَيُّبه عن بيعة الرِّضوان، فلو كان أحدٌ أعزَّ ببطن مكّة من عثمان لبَعَثه مكانه، وكانت بيعةُ الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكّة، فقال رسول الله : "هذه يدي عن عثمان" فبايع عنه، وضرب باليُمنى على اليُسرى، وقال له ابن عمر: [اذهبْ] بها الآن معك (٢).

وقد أخرجه الحميدي في أفراد البُخاريّ، وفيه: ثم قال ابن عمر للرجل: لعلّ يَسوؤك ذلك؟ قال: نعم، قال: فأرغم الله أنفَك، فانطلق بها جْهَد جَهدك، وسأله عن علي فذكر مَحاسنَ عملِه (٣).

وحدثنا جدِّي بإسناده عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: رأيتُ رسول الله من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعًا يديه يدعو لعثمان يقول: "اللَّهمَّ عثمان، رضيتُ عنه فارضَ عنه" (٤).


(١) مسند أحمد (٥١٤) و (٢٥٢١٦).
(٢) مسند أحمد (٥٧٧٢)، وصحيح البُخاريّ (٣٦٩٨).
(٣) الجمع بين الصحيحين (١٤٨٣).
(٤) صفة الصفوة ١/ ٢٩٨، وأخرجه ابن عساكر ٤٧ - ٤٩.