للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو اليقظان: ويُقال: إنها قالت: وَدِدتُ أني ثَكلت عَشرةً من الولد من رسول الله ، كلُّهم مثل عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ولم أسِر إلى البصرة.

وقال أحمد بإسناده عن عَمرو بن غالب قال: انتهيتُ إلى عائشة أنا وعمار والأشتر، فقال عمار: السلام عليك يا أُمَّتاه، فقالت: السّلام على مَن اتّبع الهدى، حتى أعادها ثلاثًا أو مرتين، ثم قال: أما والله إنك لأمي وإن كرهتِ، قالت: فمَن هذا معك؟ قال: الأشتر، قالت: أنت الذي أردتَ أن تَقتل ابنَ أختي؟ قال: نعم، قد أردتُ ذلك، فقالت: أما إنك لو فعلتَ ما أفلحتَ، وأما أنت يا عمار، فقد سمعت رسول الله يقول: "لا يَحلُّ دمُ امرِئٍ مسلم إلا بإحدى ثلاث … " الحديث (١).

وقال الواقدي: وجيءَ بمروان بن الحكم أسيرًا إلى بين يدي أمير المؤمنين، فشفع فيه الحسن والحسين فأطلقه، فقالا: ألا يُبايُعك؟ فقال: قد بايَعَني يوم قُتل عثمان، لا حاجةَ لي في بَيعتِه، إنها كفٌّ يهودية، أما والله إن له أمارة كلَعْقَةِ الكلبِ أنفَه، وسيرى الناسُ من نَسلِه يومًا أحمر.

وقيل: إن مروان استجار ببيتٍ من عَنَزة.

وقيل: إن عائشة ضَمَّتْه إليها مع مَن ضَمّت من المجروحين؛ كابن الزبير وغيره.

قال: وأما عبد الله بن عامر فأمَّنه رجلُ من بني حُرقوص، وأخرجه إلى الشام، وأما عبد الرحمن ويحيى ابنا الحكم بن أبي العاص فلحجا في البرية، فلَقيهم عِصمةُ بن أُبير فأمَّنهما، وأخرجهما إلى الشام.

ذكر عَدد أصحاب الجمل

واختلفوا فيهم على أقوال:

حكى سيف عن محمد وطلحة قالا: كان قتلى الجمل عشرةُ آلاف، نصفُهم من أصحاب علي، ونصفُهم من أصحاب عائشة، من الأزد ألفان، ومن سائر اليمن خمس


(١) مسند أحمد (٢٤٣٠٤).