للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسند صفوان الحديث عن رسول الله ﷺ، فأخرج له أحمد خمسة أحاديث، منها حديث أخرجه مسلم، وهو قوله: فما زال يُعطيني حتى إنه لأحبُّ الناس إليّ (١).

وروى عنه ابنه عبد الله بن صفوان، وابن أخيه حُميد، وابن المسيّب، وطاوس، وعطاء في آخرين (٢).

ذكر أولاد صفوان:

ذكرهم الموفق ﵀، وذكرهم الزبير بن بكار فقال: عبد الله الأكبر، وعبد الله الأصغر، وعبد الرحمن الأكبر والأصغر، وحكيم، وخالد، وعمرو، وأبو عمرو.

قال الزبير: فأما عبد الله الأكبر فإن المهَلَّب بن أبي صُفْرة وَفد على عبد الله بن الزبير، فأطال الخَلوةَ معه، فجاء عبد الله بن صفوان فقال: مَن هذا الذي شَغلَك منذ اليوم؟ فقال ابن الزبير: هذا سيّد العرب بالعراق، فقال: يَنبغي أن يكون المهلَّب، قال: نعم، وقال المهلب لابن الزبير: مَن هذا الذي يَسألُك عني؟ فقال: هذا سيد قريش بمكة، فقال: ينبغي أن يكون عبد الله بن صفوان، قال: نعم.

وكان عبد الله يُقوّي أمرَ ابن الزبير بمكة، ولما تَفرَّق الناسُ عن ابن الزبير قال ابن الزبير لابن صفوان: اطلب منهم الأمان، فقد أقلتُك بَيعتي، فقال له ابن صفوان: والله ما قاتلتُ معك للدنيا، وإنما قاتلتُ عن دِيني، فقُتل ابنُ صفوان وهو مُتعلّقٌ بأستار الكعبة.

وابنه عمرو بن عبد الله بن صفوان أحد المطعِمين بمكة، وكان من وُجوه قُريش، وفيه يقول الشاعر: [من البسيط]

تمشي تَبختَرُ حول البيت مُنْتحيًا … لو كنتَ عمرو بن عبد الله لم تَزِدِ

قال الزبير: وسأل معاوية يومًا فقال: مَن يُطعم الناسَ بمكة من قريش؟ فقيل له: عمرو بن عبد الله بن صفوان، فقال: بَخٍ بخ، تلك نارٌ لا تَطْفَأ.

قال: ومن ولد عبد الله بن صفوان: صفوان بن عبد الله، روى عنه الزهري.


(١) صحيح مسلم (٢٣١٣).
(٢) انظر في ترجمة صفوان إضافة لما ذكر من المصادر: نسب قريش ٣٨٨، والاستيعاب (١٢٠١)، وأنساب الأشراف ٩/ ٦، والسير ٢/ ٥٦٢، والإصابة ٢/ ١٨٧.