للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتاب الله (١) وسنّةِ رسوله، فقال: بل أبايعك على سنَّة أبي بكر وعمر، فقال له: وَيحْك، لو أن أبا بكر وعمر عَمِلا بغير سنُّة الله وسنة رسوله لم يكونا على شيء من الحقّ، فبايعَ بعد شدّ (٢)، فنظر إليه علي ﵇ نظرة وقال: أما والله كأني بك قد نَفَرتَ في بعض هذه الفتن نَفْرة، فقتلت فَوُطئت بحوافرها (٣). فقُتل يوم النَّهر مع الخوارج، وكانت خوارج أهل البصرة قد أمّرت عليها مِسْعَر بن فَدَكي.

[ذكر كتاب أمير المؤمنين إلى الخوارج]

قال علماء السير ممّن سمينا كأبي مخنف وغيره: كتب إليهم علي ﵇: من عبد الله علي أمير المؤمنين، إلى عبد الله بن وهب وزيد بن حُصَين ومَن قبلهما من الناس؛ سلام عليكم، أما بعد: فإن الرجلين اللذين ارتضيناهما للحكومة قد خالفا كتاب الله، واتَّبعا أهواءهما بغير هُدى من الله، فلم يَعملا بالسنّة، ولم يُنَفذا للقرآن حكمًا، فبرئ الله منهما ورسوله والمؤمنون، فإذا بلغكم كتابي هذا فأقبلوا، فإنا سائرون إلى عدونا وعدوّكم، ونحن على الأمر الأول الَّذي كنا عليه، فنحاربهم حتَّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.

فكتبوا إليه: أما بعد، فإنك لم تغضب لربّك، وإنما غضبتَ لنفسك، فإن شهدتَ على نفسك بالكفر، واستقبلت التوبة بيننا وبينك، وإلا فقد نابَذْناك على سواء، إن الله لا يحب الخائنين (٤).

وفي رواية: فإن شهدتَ على نفسك أنك كفرتَ فيما كان من تحكيمك الحكَمَين، واستأنفْتَ التوبةَ والإيمان؛ نظرْنا فيما سألتَنا من الرجوع إليك، وإن تكن الأخرى فإنا نُنابِذُك على سواء، إن الله لا يهدي كَيدَ الخائنين (٥).


(١) في (خ): على سنة كتاب الله، والمثبت من تاريخ الطبري ٥/ ٧٦.
(٢) في (خ): شر.
(٣) في الطبري: وكأني بك وقد وطئتك الخيل بحوافرها.
(٤) تاريخ الطبري ٥/ ٧٧ - ٧٨.
(٥) الأخبار الطوال ٢٠٦.