للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إنما قتله هاشم المِرقال، وسنذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى.

وقال ابن عساكر: أسند ذو الكلاع الحديث عن عمر بن الخطاب، وعمرو بن العاص، وعوف بن مالك.

وروى عنه: زامِل بن عَمرو الجُذَامِيّ، وأبو نوح الحِميريّ، وغيره.

وسكن حمص، وكان له بدمشق حَوانيت عند باب الجابية من الجانب القِبلي، قال: وشهد وَقْعةَ اليرموك، وفَتْحَ دمشق (١).

وفيها توفي

سُحَيْم عَبدُ بني الحَسْحاس

كان عَبْدًا حبشيًّا أدرك الجاهلية.

قال الزبير بن بَكَّار: اشتراه عبد الله بن عامر (٢)، وأهداه إلى عثمان بن عفان وكتب إليه: إني قد ابتعتُ لك غلامًا حبشيًّا شاعرًا، فردّه عثمان عليه وكتب إليه: لا حاجةَ لي به؛ فإنما قُصارى العبد الشاعر إنْ شَبع شَبَّب بنساء مواليه، وإن جاع هجاهم، فباعه ابن عامر، فاشتراه رجل من بني الحَسْحاس، وكان سُحَيم أعجميَّ اللسان.

وقال الزبير بن بكَّار: كان سُحيم يهوى ابنةَ مولاه، واسمها عُمَيرة بنت أبي مَعْبد، وكتم حبّها، فخرج مولاه أبو مَعْبد في سفر، وخرج به معه، فقال سحيم: [من الطويل]

عُميَرةَ وَدِّعُ إن تَجَهَّرتَ غازِيا … كفى الشيبُ والإسلامُ للمرء ناهِيا

وأفْحَش فيها فقال:

وبِتْنا وسادانا إلى عجَانَةٍ … وحِقْفٍ تَهاداه الرِّياح تهاديا

تُوسِّدني كفًّا وتَثْني بمِعْصَمٍ … عليَّ وتحوي رِجلَها من وَرائيا

وهَبَّت شَمالٌ آخرَ الليلِ قَرَّةٌ … ولا يُرْدَ إلا دِرْعُها وردائيا (٣)


(١) تاريخ دمشق ٦/ ١٣٩ و ١٤٥ - ١٤٦ (مخطوط)، وانظر طبقات ابن سعد ٩/ ٤٤٤، والمعارف ٤٢١، والاستيعاب (٧١٥)، والإصابة ١/ ٤٩٢.
(٢) في الشعر والشعراء ٤٠٨، والأغاني ٢٢/ ٣٠٥، والمنتظم ٥/ ١٤١: عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي.
(٣) المنتظم ٥/ ١٤١ - ١٤٢، وانظر طبقات فحول الشعراء ١٨٧ - ١٨٨.