للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمر بن الخطاب، فأدناه الأشتر وقرَّبه، ووَثِقَ به، وولّاه أمرَه، فلم يزل معه إلى عين شمس، وتلقّاه أهل مصر بالهدايا، فسقاه نافع العسل فمات.

وذكر ابن سعد أنَّه سُمَّ بالعَرِيش، قال الصوري: صوابه بالقلزم (١).

وقد ذكر أبو تمام الأشتر في شعراء "الحماسة" (٢).

وفي الشعراء مَن لقبه الأشتر ثلاثة، هذا، والثاني الأشتر بن عامر، أحد بني عَوف من تَيمْ الرَّباب (٣)، والثالث الأشتر الحَمامي الأزْديّ، من أزْد عُمان، من بني حَمامة.

وقال المدائني: ذكر الأشتر عند معاوية، فذمّه رجل، فقال له رجل من النَّخع: اسكت فإن حياتَه أذلَّتْ أهلَ الشام، وموتَه أذلَّ أهلَ العراق، فنظر إليه معاوية ولم يَقُلْ شيئًا.

واختلفوا في وفاته، فقال أبو سعيد بن يونس: مات مَسمومًا سنة سبعٍ وثلاثين، وقال هشام: سنة ثمانٍ وثلاثين في رجب.

وقال أبو اليَقظان: كان قد ثَقُل على أمير المؤمنين أمرَه، وكان مُتَجَرِّبًا عليه مع شدَّة محبَّته له.

وحكي عن عبد الله بن جعفر أنَّه قال: كان علي قد غضب على الأشتر، وقَلاه واستَثْقَلَه، فكلّمني أن أكلِّمه فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين، وَلِّه مصر، فإن ظفر وإلا استرحتَ منه، فوَلّاه، فلما بلغه موته قال: لليدين وللفم (٤)، قال عبد الله: وكانت عائشة قد دعت عليه فقالت: اللهمَّ ارمِهِ بسَهْم من سهامك.

وحكى أبو مخنف عن مولى الأشتر قال: لما مات الأشتر وجدوا في ثَقَله رسالة من أمير المؤمنين إلى أهل مصر.

انتهت ترجمة الأشتر والله أعلم.

وفيها توفي


(١) تاريخ دمشق ٦٦/ ٤٦ و ٣١ (على الترتيب).
(٢) شرح ديوان الحماسة (٢٥) للمرزوقي.
(٣) في (خ): و (ع): اللات؟! والمثبت من المؤتلف والمختلف للآمدي ٣٢.
(٤) تاريخ دمشق ٦٦/ ٤٥، ٤٨.