للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العشرة المبشرين، وصهره على ابنته سيدة نساء العالمين، وهو من أعيان الصحابة المنتَجَبين، وهو من الطبقة الأولى من المهاجرين الأولين، ولم يسجد قط لأوثان المشركين.

وروى عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت فاطمة بنت أسد في الجاهلية إذا جاءت إلى هُبَل، وهي حامل بعلي ، وأرادت أن تَسجد له تَقَوَّس علي في بطنها، فيمنعها من ذلك.

وقال الحاكم أبو عبد الله: معنى قولهم علي كرم الله وجهه؛ لم يسجد لصَنَمٍ قطّ.

وكذا حكى ابن سعد عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي : أنه لم يعبد الأوثان (١).

وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله ، وآخى بينه وبين نفسه، وبات ليلة الهجرة على فراشه؛ يَقيه بروحه، وخلّفه بمكّة ليّردَّ الودائع التي كانت عنده، وثبت معه يوم أحد لما انهزم الناس، وبايعه على الموت، وكان يَحمل راية رسول الله العُظمى في القتال، يتقدَّم بها في نَحْر العدو، إلى غير ذلك من المناقب الجميلة، والفضائل الجليلة.

وقد ذكرنا أنه أول مَن صلّى معه، وذكرنا في السيرة اختلافَ الناس في أوّل الصحابة إسلامًا.

وقال ابن سعد: أوّل مَن صلّى عليّ، وهو ابن عشر سنين، وقيل: ابن تسع سنين، وقيل: ابن إحدى عشرة سنة (٢).

وذكره الشيخ الموفق في "الأنساب" فقال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يُكنى أبا الحسن، ذهب جماعة إلى أنه أول مَن صلّى مع رسول الله بعد خديجة، وشهد مع رسول الله مشاهدَه كلها، وأبلى فيها بلاءً حسنًا، وقام فيها المقام الكريم، إلا تبوكًا، فإن رسول الله خلّفه على المدينة وعلى عياله.


(١) طبقات ابن سعد ٣/ ٢٠.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ١٩ - ٢٠.