للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في مقدار لبثه في الجنَّة

اختلفوا فيه على أقوال:

أحدها: ثلاث ساعات من أيام الآخرة، ربع يوم، فيكون مئتين وخمسين سنة من أعوام الدُّنيا، قاله الربيع بن أنس.

والثاني: ساعتين، قاله مجاهد، وهو موافق للحديث أنَّه خُلِقَ في آخر نهار الجمعة (١).

والثالث: ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر من سني الدنيا، رواه مجاهد عن ابن عباس.

الرابع: ثلاثًا وأربعين سنة وأربعة أشهر من سني الدنيا، ذكره أبو جعفر الطبري في "تاريخه" (٢).

والخامس: أنه أقام نصف يوم من أيام الآخرة خمس مئة عام، رواه أبو الضحى عن ابن عباس.

وقد روى قتادة: أنه دخل الجنَّة ضحوةً وأُخرجَ منها ما بين الظهر والعصر، وهو موافق لما روى أبو الضحى عن ابن عباس.

وقال ابن سعد: بإسناده عن ابن عباس قال: أُخرِجَ آدم من الجنة بين الصَّلاتين: صلاة الظهر وصلاة العصر، فأُنزِلَ إلى الأرض، وكان مكثهُ في الجنَّة نصف يوم من أيَّام الآخرة خمس مئة سنة من يوم كان مقداره ألف سنة ممَّا تعدُّون، وهو اثنتا عشرة ساعة (٣).

وقال ابن سعد بإسناده عن خالد الحذَّاء قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد، آدم خلق للسَّماء أم للأرض؟ فقال: للأرض، قلت: أرأيتَ لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة؟ فقال: للأرض خلق، فلم يكن له بدٌّ من أن يأكلَ منها (٤).


(١) تقدم تخريجه في: "فصل خلق آدم".
(٢) "تاريخ الطبري" ١/ ١١٩.
(٣) "الطبقات الكبرى" ١/ ٣٤ - ٣٥.
(٤) "الطبقات الكبرى" ١/ ٣٤.