للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين فئتينِ تقتتلان؛ فاضربْ به الحجرَ حتى تكسرَه، ثم كُفَّ لسانَك ويدَكَ حتى تأتيَك مَنِيَّةٌ قاضية، أو يدٌ خاطئة".

فلما قُتِل عثمان وكان من أمرِ الناس ما كان، خرج إلى صخرة في فِنائه، فضرب بها السيفَ حتى كسره.

قال ابن سعد: واتخذ محمد سيفًا من خَشَب، وعلَّقه في الجَفْنِ في بيته وقال: أُهيِّبُ به ذاعِرًا.

وقد أخرج أحمد في "المسند" بمعناه فقال: حدَّثنا يزيد بن هارون بإسناده عن أبي بُردة قال: مَرَرْتُ بالرَّبَذة، فإذا بفُسطاط، فقلتُ: لمن هذا؟ قيل: لمحمد بن مَسْلَمة، فاستَأْذَنْتُ عليه فأَذِنَ، فدخَلْتُ فسلَّمْتُ وقلتُ: يرحمك الله، إنك من هذا الأمرِ بمكان، فلو خرجت إلى الناسِ فأَمَرْتَ ونَهَيتَ؟ فقال: إن رسول الله قال لي: "إنه ستكون [فتنة و] فُرْقَةٌ واختلاف، فإذا كان ذلك فائْتِ بسيفك أُحُدًا، فاضربْ به عُرْضَهُ، واكْسِرْ نَبْلَك، واقطعْ وَتَرَكَ، واجْلِسْ في بيتك". فقد كان ذلك، وفعلتُ ما أمرني به رسولُ الله .

ثم استنزل سيفًا كان مُعلَّقًا بعمود الفسطاط، فاخترطه، وإذا سيفٌ من خشب وقال: هذا أُرهبُ به الناس (١).

ذِكرُ وفاته:

حكى ابن سعد عن الواقديِّ أَنَّه مات بالمدينة في صفر سنة ستٍّ وأَربعين وهو يومئذٍ ابن سبع [وسبعين] سنةً، وصلَّى عليه مروان بن الحكم (٢).

وقال جدِّي في "التلقيح" (٣): إنه مات في صفر سنة ثلاثٍ [وأربعين] وقيل: سنة اثنتين وأربعين بالمدينة.


(١) مسند أحمد (١٦٠٢٩) وما سلف بين حاصرتين منه.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٤١٠. وما سلف بين حاصرتين منه.
(٣) ص ١٣١.