للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما أبيتُم كنتُ فيه كبعضِكم … وكان خطاني (١) فيه غبن (٢) من الغبنْ

فحسبكمُ ما قال مِمَّا علمتمُ … وحسبي بما أَلقاه في القَبْرِ والكَفَنْ

وقال هشام بن محمد: لَمّا ولَّى معاويةُ عتبةَ بنَ أبي سفيان المدينةَ كتب إليه أن امنَع الناسَ من الاختلاف إلى الحسنِ وابن عبَّاسٍ، ففعل، فقال له الحسنُ: علامَ تحولُ بيننا وبين قومٍ عرفوا من حقِّنا ما جَهِلَه ابنُ آكلةِ الأكبادِ وابن رئيسِ الأحزاب؟

وقال هشام بن محمد: قال مروان بن الحكم للحسن: يا أبا محمد، ما أعجل ما أسرعَ الشَّيبُ إلى شارِبِك! وكان معاويةُ حاضرًا، فقال الحسنُ: نعم؛ نحن معاشر بني هاشم طيِّبةٌ أفواهُنا عذبةٌ شفاهُنا، تترشَّفنا النساءُ رَشْفًا فنشيبُ، وأنتم يا بني أُمية أفواهكم مراض فَيَضْمُمْنَ من أنفاسِهِنَّ وأفواهِهن عنكم، ويَمِلْنَ إلى أصداغِكم، ولهذا يُسرعُ إليها الشيبُ دونَ شوارِبِكم. فغضب معاويةُ وقال لمروان: ما أَرَدْتَ إلا هذا (٣).

وقال ابن سعد بإسناده عن أبي رَزِين قال (٤): خطبنا الحسنُ بنُ علي يومَ جمعة، فقرأ "إبراهيم" على المنبر حتى خَتَمَها.

وقال ابن سعد (٥): جلس إليه رجلٌ والحسنُ يُريدُ أن يقومَ، فقال له: إنك جَلَسْتَ إلينا على حينِ قيام، أفتَأذَنُ لنا؟

وروى ابن سعد أيضًا أنَّ الحسنَ والحسين كانا يقبلان جوائزَ معاوية.

وقال ابن سعد بإسناده عن شدَّاب الجُعفيِّ عن جَدَّتِه أُرجوانة قالت (٦): أقبلَ الحسنُ بنُ عليّ وبنو هاشم خَلْفَه، فقال رجلٌ من أهل الشام من بني أمية: هؤلاء المُقبلون ما أحسنَ هيئتَهم! ثم قامَ فاستقبل الحسنَ وقال له: أنْتَ الحسنُ بنُ عليّ؟ قال: نعم،


(١) المثبت من (م). وفي (خ): خطا (؟).
(٢) في (م): غبنًا. ولم يتبين لي.
(٣) بنحوه في "العقد الفريد": ٤/ ٢٠، وفي صحته نظر.
(٤) طبقات ابن سعد ٦/ ٣٦٨.
(٥) المصدر السابق.
(٦) طبقات ابن سعد ٦/ ٣٦٩، وما قبله منه.