للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر بإسناده عن راشد، عن حسين بن علي أنه قال -يعني حين قدَّم سعيدَ بنَ العاص للصلاة على الحسن - قال رسولُ الله : "الإمام أولى (١) بالصلاة".

وقال الموفق (٢): سأل الحسن عائشةَ أن تأذنَ له أَن يُدفنَ في بيتِها مع رسولِ الله ، فأَذِنَتْ له، فمنعه مروان وبنو أُمية، فحُمل إلى البقيع، فدُفِنَ إلى جَنْبِ أُمِّه فاطمة.

وكذا قال الزُّبير بن بكَّار؛ قال: استأذن الحسنُ عائشةَ فقالت: قد بقي موضعُ قبرٍ واحدٍ، وأنا أوثرك به. قال: فثار بنو أُمية بالسلاح، فقال الحسنُ: لا حاجةَ لي به، ادفنوني إلى جنب أُمي. فدفنوه إلى جانبِها.

قال: وبلغ معاويةَ، فأعجبه، وشكر بني أُمية ومروان على ذلك.

وروى ابن سعد عن عائشة خلاف هذا، وسنذكره.

وقال ابنُ سعد بإسناده عن جُويرية بن أَسماء قال (٣): لَما مات الحسنُ بنُ علي أخرجوا جنازتَه، فحمل مروان سريره، فقال له الحسين: تَحمِلُ سريره وقد كُنتَ تُجَرِّعُه الغَيظَ؟! فقال مروان: كُنْتُ أفعلُ ذلك بِمَنْ يُوازي (٤) حِلمُه الجبال.

وروى ابن سعد (٥) عن أبان بن عثمان بن عفَّان أنَّه قال: إنَّ هذا لَهُوَ العجبُ! يُدفَنُ ابنُ قاتلِ عثمان مع رسولِ الله وأبي بكر وعمر، ويدفنُ أَميرُ المؤمنين المظلوم الشهيد ببقيع الغَرْقَدِ!.

وروى ابن سعد عن الواقديّ بإسناده عن عبَّاد بن عبد الله بن الزّبير قال: سمعتُ عائشةَ تقولُ يومئذ: هذا الأَمْرُ لا يكون أبدًا، يُدفنُ بالبقيع ولا يكون لهم رابعًا، والله


(١) في "الطبقات" ٦/ ٣٩٢: أحقّ.
(٢) في "التبيين" ص ١٢٨. ووقع في (م): وقد رواه الموفق ، بدل: وقال الموفق .
(٣) الطبقات ٦/ ٣٩٣.
(٤) في "الطبقات" ٦/ ٣٩٣: يوازن. ومن قوله: فقال له الحسين: تحمل سريره … إلى آخر الخبر، ليس في (م).
(٥) المصدر السابق.