للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: والأصحُّ أنه عاش إلى خلافة عمر بن عبد العزيز، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

ذكر أزواج الحسن بن علي:

قال ابن سعد بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي الموالي قال (١): سمعتُ عبد الله بنَ حسن يقول: كان حسن بن عليّ قلَّما يُفارِقُه أربع من الحرائر، فكان صاحبَ ضرائر، فكانت عنده ابنةُ منظور بن سيَّار الفَزاريّ، وعنده امرأةٌ من بني أَسد من آل خُرَيم، فطلَّقَهما، وبعث إلى كلِّ واحدةٍ منهما بعشرة آلاف درهم وزِقاق من عَسَلٍ مُتْعَةً، وقال لرسولهِ يسار وهو مولاه: احفظ ما تقولالن، فقالت الفَزاريةُ: بارك الله فيه وجزاه خيرًا، وقالت الأسدية:

متاعٌ قليلٌ من حبيبٍ مفارقِ (٢)

فرجع فأخبره، فراجعَ الأسديَّةَ، وترك الفَزارَيَّةَ.

وقال سويد بن غَفْلة: كانت عند الحسن امرأةٌ من خثعم، فلما قُتِلَ أمير المؤمنين، وبويعَ الحسنُ، دخل عليها فقالت له: لِيَهْنِكَ الخلافةُ، فقال: أشامتةٌ بأَميرِ المؤمنين! أَنْتِ طالق ثلاثًا، فقالت: واللهِ ما أرَدْتُ هذا. وبعث إليها بعشرين ألفًا، فأنشدت تقول:

متاعٌ قليل من حبيبٍ مفارقِ

فأخبره الرسولُ، فبكى وقال: لو راجَعْتُ امرأةً لراجَعْتُها (٣).

وقال ابن سعد بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال (٤): قال عليّ ﵇: يا أهلَ الكوفة، لا تُزوّجوا الحسنَ، فإنه رجلٌ مِطْلاقٌ. فقال رجل من هَمْدان: واللهِ لَنُزَوِّجَنَّه، فما رَضِيَ أمسك، وما كَرِهَ طلَّق.


(١) الطبقات ٦/ ٣٧٤ - ٣٧٥.
(٢) عجز بيت، وصدرُه: وقفت على قبرٍ مقيم بقفرةٍ. قاله سليمان بن عبد الملك عند قبر ابنه أيوب بعد دفنه. ينظر "الكامل" للمبرد ٣/ ١٤١٨، و"التذكرة الحمدونية" ٤/ ٢٤٣.
(٣) تاريخ دمشق ٤/ ٥٢٨ - ٥٢٩.
(٤) الطبقات ٦/ ٣٧٥.