للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن مسانيده ﵁؛ قال الإمام أحمد ﵁ (١): حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثنا أبو حُصين، عن الشعبيّ، عن عاصم العَدَويّ، عن كعبِ بنِ عُجْرَة قال: خرجَ رسولُ الله ﷺ علينا -أو دخل- ونحن تسعة، وبينَنَا وسادةٌ من أَدَمٍ، فقال: "إنَّها ستكونُ بَعدي أمراءُ يَكْذِبُون ويَظْلِمون، فمَنْ دَخَلَ عليهم فصدَّقَهم بكذبهم، وأعانَهم على ظلمهم، فليس منّي ولستُ منه، وليس بوارد عليَّ الحوضَ، ومَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُم بكذبهم، ولم يُعِنْهم على ظُلمهم، فهو منِّي وأنا منه، وهو وارد عليَّ الحوضَ".

معاوية بن حُدَيج

ابن جَفْنَة الكِنْديّ السَّكُونيّ، صَحِبَ رسولَ الله ﷺ، وروى عنه، ولَقِيَ عُمرَ بنَ الخطَّاب رضوان الله عليه، ورَوَى عنه (٢).

وكان عُثمانيًّا، وهو الذي قتلَ محمدَ بنَ أبي بكر ﵁، وولَّاه معاويةُ مصر (٣)، وغزا الغَربَ، وشَهِدَ اليرموك أميرًا على كردُوس (٤).

وكان سيِّد السَّكُون (٥)، وكان إذا قدمَ على معاويةَ بنِ أبي سفيان؛ ضُربت له قِباب الرَّيحان، وكُنِسَتْ له الطُّرُق (٦)، فقدم يومًا على معاويةَ وعندَه أختُه أمُّ الحَكَم بنتُ أبي سفيان، فقالت: مَنْ هذا؟ فقال معاوية: بخٍ بخٍ، هذا معاوية بن حُدَيج، فقالت: لا مرحبًا به ولا أهلًا "تَسْمَعُ بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أن تراه". فقال لها ابنُ حُدَيج: يا أمَّ الحَكَم، مَهْلًا، فواللهِ لقد تَزَوَّجْتِ، فما أَكْرَمتِ، وَوَلَدتِ فما أنْجَبْتِ، أردتِ أن يَليَ


(١) مسند أحمد (١٨١٢٦).
(٢) طبقات ابن سعد ٩/ ٥٠٨. وقد أورده المصنف في وفيات هذه السنة تبعًا لجدّه في "المنتظم" ٥/ ٢٥٤. لكن سيرد ذكره أول سنة (٥٨).
(٣) في (ب): وولاه معاوية مصر بعد ابن أمّ الحكم، وولي لمعاوية إمارة مصر.
(٤) تاريخ دمشق ٦٨/ ١١٧ و ١١٩، والكُردُوس؛ الخيل العظيمة، وقيل: القطعة من الخيل العظيمة. ينظر "لسان العرب".
(٥) السَّكُون من كِنْدة. وينظر "تاريخ دمشق" ٦٨/ ١٢٠ (طبعة مجمع دمشق).
(٦) كذا في (خ)، ولم تتوضح في (ب). وفي "تاريخ" الطبري ٥/ ٣١٢، و"تاريخ دمشق" ٤١/ ٥٠ (ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن أم الحكم): وكان إذا جاء قُلِّسَتْ له الطريق، يعني ضُربت له قباب الريحان.