للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: أين تريد؟ فقال: بعثني رسولُ الله إلى رجلٍ تزوَّجَ امرأةَ أبيه من بعده أنْ أضرِبَ عُنقه -أو أقتله- وآخُذَ ماله.

[وليس في الصحابة من اسمُه هانئ بن نِيار غيره. وأما أبو بُردة؛ فثلاثة:

أحدهم: صاحب هذه الترجمة.

والثاني: أبو بردَة أخو أبي موسى الأشعري، واسمه عامر.

والثالث: أبو بُردَة الظَّفَري، من بني كعب بن مالك. والله أعلم] (١).

[السنة الثالثة والخمسون]

فيها فتحَ جُنادة بن [أبي] أمية الأزدي جزيرة رُودِس في البحر، فنزلَها المسلمون، وغرسوا بها الأشجار، وزرعوا، وبَنَوْا المساكن، واقتَنَوْا المواشي، وبنَوْا حصنًا حصينًا يأوون إليه عند الفزع، واتخذوا بها المسالح (٢) يحذّرُونَهم غارات الروم، وعمِلُوا السفن، فكانوا يجاهدون الروم ويأخذون مراكبَهم.

وكان معاوية يُدِرُّ لهم الأرزاق، ويكثر لهم العطاءَ، فأقاموا إلى سنة ستين، فلما مات معاوية غفلَ عنهم يزيد، فاستولى عليها الروم، وضعُف أهلُها، ويقال: إن يزيد أمرَهم بالانتقال عنها.

[وقيل: يقال للجزيرة: أرواد (٣)، وقيل: رُودِس، وأن ذلك كان في سنة أربع وخمسين] وأقام المسلمون بها سبع سنين.

وفيها شتا عبد الرحمن بنُ أمِّ الحكم ببلاد الروم.


(١) تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٢٧٢. وذكر ابن حجر في "الإصابة" ١١/ ٣٣ - ٣٥ أكثر من ذلك. وهذا الكلام الواقع بين حاصرتين من النسخة (م).
(٢) في "اللسان": المسالح جمع مَسْلَحة؛ كالثَّغْر والمَرقَب. والمَسْلَحَةُ أيضًا: قوم في عُدَّة بموضع رَصْد قد وكِّلُوا به بإزاء ثَغْر.
(٣) في (م): أزوا، والصواب ما أثبتُّه، والكلام بين حاصرتين من (م) وحدها. وينظر "تاريخ" الطبري ٥/ ٢٩٣، و"معجم البلدان" ١/ ١٦٢.