للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا أبا الحسن، أنا -واللهِ- قذفتُه في رَجِم سميَّة بالطائف. قال: فما بالك لا تعترف به؟ فقال: أخشى دِرَّة هذا القاعد أن يفسد عليّ إهابي. يعني عمر] (١).

واشترى زياد (٢) أُمَّه سُميَّة بألف درهم فأَعتقَها كما فعل بأبيه.

[قال البلاذري:] ولما استولى عليٌّ ﵁ على البصرة واستعمل عليها ابنَ عباس، استكتَبَ [ابنُ عباس] زيادًا، وأقام حتى توجَّه ابنُ عباس إلى مكة مُراغِمًا لعليّ، فولَّاه عليّ على فارس، وكان من أخصِّ أصحابه (٣).

[فلما قُتل أميرُ المؤمنين بعث معاويةُ المغيرةَ بن شعبة إلى زياد، فخدعه حتى صالح معاوية. وقد ذكرناه].

وقال الواقدي: كتبَ زياد لعتبة بن غَزْوان، ثم للمغيرة، ثم لأبي موسى، ثم لابن عامر.

وهو أوَّلُ من ضربَ الدنانير والدراهم (٤)، ونقشَ عليها اسم الله تعالى، ومَحَا عنها اسمَ الروم ونقوشَهم.

وهو أوَّلُ من ابتدعَ تركَ السلام على القادم بحضرة السلطان؛ قَدِمَ ابنُ عباس على معاوية وهو بدمشق وعنده زياد، فلم يسلِّم عليه ولا كلَّمه، فقال له: يا زياد، ما منعكَ من السلام عليَّ؟ قال: لا نُسلِّمُ على قادم بين يدي أمير المؤمنين. قال ابن عباس: ومن سنَّ ترك التحية عند أمرائهم؟ لقد ابتدَعتَ وخالفْتَ السنَّةَ، قد كان بعضُنا يسلِّم على بعض بحضرة أبي بكر وعثمان وعمر، وإنما هذه بدعة ابتدعتُموها أنتم. فقال معاوية لزياد: دَع عنك ابنَ عباس، فإنه لا يُجارَى ولا يمارَى (٥).


(١) ما بين حاصرتين من (م).
(٢) في النسخ الثلاث: زيادًا (؟) وأثبتُّ اللفظة على الجادّة. ولم أقف على هذا القول.
(٣) أنساب الأشراف ٤/ ٢١٤ بتحوه.
(٤) ذكره ابن الجوزي في "المنتظم" ٥/ ٣٦١ عن سفيان بن عُيينة. وذكر ابن سعد في "الطبقات" ٧/ ٢٢٦ عن أبي الزناد أن أول من ضرب الدنانير والدراهم عبد الملك بن مروان. وسيذكره المصنف في سنة (٧٥).
(٥) الخبر بنحوه في "العقد الفريد" ١/ ١٦ - ١٧. وينظر "أنساب الأشراف" ٤/ ٢٢٧ - ٢٢٨.