للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ضرَّ لي جارًا أُجاورُه … أن لا يكون لِبابِهِ سِتْرُ

أعمى إذا ما جارتي خَرَجَتْ … حتى يُوارى جارتي الخِدْرُ

وتَصَمُّ عمَّا بينهم أُذُني … حتى تكونَ كأَنْ بها وَقْرُ

[الوليد بن عقبة]

ابن أبي مُعَيْط بن أبي عَمرو بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو وَهْب، كان من رجال قريش ظَرْفًا، وحِلْمًا، وشجاعة، وأدبًا، وكان من الشعراء المطبوعين.

ومن ولده عَمرو، أبو قَطِيفة، الشاعر، سيَّره عبدُ الله بن الزبير مع بني أمية إلى الشام لَمَّا نفاهم، فقال:

أقطعُ الليلَ كلَّه باكتئابٍ … وزفيرٍ فما أكادُ أنامُ

وبقومي بُدِّلْتُ لَخْمًا وكَلْبًا … وجُذامًا وأين منِّي جُذامُ

أقْرِ عني السلامَ إن جئتَ قومي … وقليلٌ لَهُمْ لَدَيّ السلامُ

فبلغ ابنَ الزُّبير، فرقَّ له وقال: حَنَّ أبو قَطِيفة، من لَقِيَه فليُخبره أنه آمِنٌ.

وبَلَغَه، فرجع إلى المدينة، فمات في طريقه قبل أَنْ يصلَ إليها (١).

يزيد بن الأسود، أبو عَمرو الجُرَشي

[قال الواقدي:] قدم على معاوية -وكان صالحًا زاهدًا- وقد أجدبت الأرض، وانقطع الغيث، فخرج به إلى المُصَلَّى وقال: اللهمَّ إنَّا نتوسَّلُ إليك بخيارنا وأفضلِنا يزيدَ بنِ الأسود، ثم قال: قُمْ يا يزيد، فارْفَعْ يدَيك، فقام ورفع يَدَيه، ورفعَ الناسُ أيديَهم، فَسُقُوا حتى كادوا أن لا يبلغوا منازلَهم.

[وذكر ابنُ عساكر يزيدَ بنَ الأسود وقال (٢):] أدرك يزيد الجاهليَّة، وأسلمَ، ولم يلقَ رسولَ الله ﷺ، وسكن الشام بقرية [يقال لها:] زِبدين، من أعمال الغوطة،


(١) ينظر "الأغاني ١/ ٣٤، و"تاريخ دمشق" ٥٦/ ١٠٠ - ١٠٣ (طبعة مجمع دمشق)، و"معجم البلدان" ١/ ٣٦٦ - ٣٦٧ (بِرام).
(٢) تاريخ دمشق ١٨/ ٢٣٩ (مصورة دار البشير)، وما قبله منه ص ٢٤٢. وينظر "طبقات" ابن سعد ٩/ ٤٤٨. وما بين حاصرتين من (م).