للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت له دارٌ بدمشق، وكان يخرجُ من دمشق إلى زِبْدِين، فتُضيءُ له إبهامُه اليمنى، فلا يزال يمشي في ضوئها حتى يبلغَ زِبْدِين.

وكان يسكن داخل الباب الشرقي، فروي أنه كان يصلي العشاء الآخرة بدمشق، ثم يخرج (١) إلى زِبْدِين.

وهو من الطبقة الأولى من التابعين. وذكره بعضهم في الصحابة.

وكان يسير هو ورجلٌ من أهل حمص في أرض الروم، فسمعَ مناديًا ينادي: يا يزيد بن الأسود، إنَّك لمن المقرَّبين، وإنَّ صاحبك لمن العابدين.

فكان الأوزاعي إذا حكى هذه الحكاية يقول: إلى ها هنا (٢) انتهى الفضل.

[قال:] (٣) وكان يزيد كثيرَ الغزو، وكانوا يرون أنه من الأبدال، وكان قد حلف أن لا يضحك، ولا ينام مضطجعًا، ولا يأكل سمينًا، حتى يلقى الله. فمات وهو على ذلك.

[قال:] (٤) واستسقى به الضحَّاك بن قيس بعد موت يزيد بن معاوية، فقال له: قُمْ يا بكَّاء، فاشْفَعْ لنا إلى ربك. فعطف بُرْنُسَه على منكبه، وحسر عن ذراعيه وقال: اللهم إنَّ عبادك هؤلاء يستشفعون بي إليك. فما دعا إلا [دعاءً] قليلًا حتى مُطروا مطرًا كادوا يغرقون منه. ثم قال: اللهمَّ إنَّ هذا قد شَهَرَني -يعني الضحَّاك- فأَرِحْني منه. فما مضت جمعة حتى قُتل الضحَّاك.

وكان يزيد معتزلًا للفتن.

ربيعة بن عِسْل اليَرْبُوعي

من أهل البصرة، وفدَ على معاوية، فقال له: أعنّي على بناء داري باثني عشر ألف جذع، فقال له: وكم سعة دارك؟ قال: فرسخان في فرسخين. فقال: دارك بالبصرة، أو البصرة في دارك؟!


(١) في (خ): يصل. والمثبت من (ب) و (م) وهو الموافق لما في "تاريخ دمشق".
(٢) في "تاريخ دمشق": هذا.
(٣) في "تاريخ دمشق" ١٨/ ٢٤١ (مصورة دار البشير).
(٤) المصدر السابق.