للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال أبو اليقظان:] ولما سمع مروان صوت نساء بني هاشم أنشد:

ضرب الدَّوْسَرُ فيهم ضربةً … أثبتَت أوتادَ مُلكٍ فاستقرّ (١)

ذكر ما ورد في الرأس الشريف:

اختلفوا في مكان دفنه على أحوال:

أحدُها: بالبقيع، وقيل: عند أمَه فاطمة Object (٢).

والثاني: أنَّه ردَّ إلى كَربَلاء، فدُفن مع جسده (٣).

والثالث: أنه بدمشق (٤). واختلفت الروايات في أيّ مكان هو:

فقيل: وُجد في خزانة يزيد بدمشق، فكفَّنُوه، ودفنوه في باب الفراديس (٥).

وقيل: هو بدار الإمارة (٦).

وذكر ابنُ عساكر عن رَيَّا حاضنةِ يزيد بن معاوية -وكان بنو أمية يعظِّمونها، وأدركَتْ أوَّلَ خلافة بني العباس- قالت: رأيتُ رأس الحسين مكثَ مدَّةً في خزائن السلاح بدمشق إلى أيام سليمان بن عبد الملك، فأمرَ به فأُخرج، فإذا هو عظم أبيض، فطيّبَه، وجعله في سَفَط، وجعلَ عليه ثوبًا، ودفنَه في مقابر المسلمين.

فلما دخلت المُسَوِّدة (٧) دمشق؛ سألوا عن موضعه، فدُلُّوا إليه، فنبشوه وأخذوه، والله أعلم ما صنعوا به (٨).


(١) ينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٥١١. قوله: الدَّوْسَر: هو الأسد الصُّلب، أو الجمل الضخم. ينظر "القاموس" وما بين حاصرتين من (م).
(٢) العبارة في (م): أحدها: أن يزيد بعثه إلى المدينة، وأن عَمرو بن سعيد بن العاص كفّنه ودفنه بالبقيع، حكاه ابن سعد، وقيل: دفن عند فاطمة Object. وهو في "الطبقات" ٦/ ٤٥٠. وينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٥١٢.
(٣) نُسب هذا القول في (م) للواقدي.
(٤) نُسب هذا القول في (م) للبلاذري، وابن أبي الدنيا، وابن عساكر.
(٥) نُسب هذا القول في (م) لابن أبي الدنيا.
(٦) نُسب هذا القول في (م) للبلاذري، وينظر "أنساب الأشراف" ٢/ ٥١٢.
(٧) أي: العبَّاسيون، سُمُّوا بذلك لأن راياتهم سوداء.
(٨) تاريخ دمشق ص ١٠٣ (تراجم النساء). وقوَّى الذهبي إسناد هذه الحكاية في "سير أعلام النبلاء" ٣/ ٣١٩.