للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الخامس في ولايةِ عبد الملك

وكنيتُه أبو الوليد، وأبو مروان (١)، وكان يُلَقَّبُ بِرَشْحِ الحَجَر؛ لبُخله (٢)، وأبا الذِّبَّان؛ لِبَخَرِه (٣)، فإنه لم يكن أحد يستطيع أن يدنوَ منه حتى يجعلَ على فيه منديلًا.

[وحكى ابنُ عساكر عن مصعب الزُّهري قال: سمَّى مروانُ ابنَه عبدَ الملك القاسمَ، وكان يُكنى به، فلما بلغه النهي؛ حوَّل اسمه، فسمَّاه عبدَ الملك، وكنَّاه أبا الوليد. قال: هو أوَّلُ من سَمَّى في الإسلام عبدَ الملك] (٤).

وأمُّه عائشة بنت معاوية بن المغيرة (٥) بن أبي العاص بن أمية [بن عبد شمس].

ومعاوية هذا هو الذي جَدعَ أنفَ حمزة [يومَ أُحُد وهو قتيل] (٦).

وُلد عبد الملك سنة ثلاث وعشرين، وقيل: سنة ستّ وعشرين، ووُلدَ لستة أشهر، وقيل: لسبعة، وقيل: لأربعة.

ولما وَليَ الخلافة دخل عليه عُبيد الله بن ظَبْيان، فقال له عبد الملك (٧): ما هذا الذي يقول الناس فيك؟ قال: وما يقولون؟ [قال: يقولون:] إنك لا تشبه أباك. فقال عُبيد الله: [واللهِ لَأَنا أشبهُ به من الماء بالماء، والغراب بالغراب، ولكنْ أَدُلُّك على مَنْ لم يُشبه أباه. قال: مَنْ هو؟ قال:] مَنْ لم تُنْضِجْه الأرحام، ولم يولد لتمام، ولم يشبه


(١) في (م): قال علماء السير ممن سمّينا: كان يكنى أبا الوليد وقيل: أبو مروان.
(٢) لأن الحجر لا يرشحُ الماء إلا نادرًا.
(٣) البَخَر -بالتحريك- النَّتن في الفم وغيره.
(٤) ينظر "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٢٤٢ (طبعة مجمع دمشق) والكلام بين حاصرتين من (م).
(٥) في (م): معاوية بن حُديج بن المغيرة. وهو خطأ. وينظر: طبقات ابن سعد ٧/ ٢٢١، ونسب قريش ص ١٦٠، وتاريخ دمشق ٤٣/ ٢٤٢ و ٢٤٥ (طبعة مجمع دمشق).
(٦) ما بين حاصرتين من "أنساب الأشراف" ١/ ٤٠١. وقوله: ومعاوية هو الذي جدع … إلخ تحرَّف في (م) إلى قوله: وقيل: إن معاوية هو حُديج. وينظر أيضًا "أنساب الأشراف" ٦/ ٣٠٠.
(٧) في (خ) (والكلام منها): دخل عليه عَبْد الله بن ظبيان، فقال له عبد الله. وهو خطأ. وعُبيد الله بن ظبيان هو عُبيد الله بن زياد بن ظبيان.