للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه يقول أخوه عبد الرَّحْمَن بن الحكم:

لعمري وما أدري وإني لسائلٌ … حَلِيلةَ مضروبِ القَفَا كيف يصنعُ

لَحَى اللهُ قومًا أمَّرُوا خَيطَ باطلٍ … على الناسِ يُعطي من يشاء ويمنعُ (١)

[وكان قد ضُرب مروانُ على قَفَاه يوم الدَّار، فكان يلقَّب بمضروب القَفَا. وقد ذكرناه هناك.

ذكر طرف من أخباره وسيرته:

رُوي أنَّه قُبض رسولُ الله وهو ابنُ ثمان سنين؛ قال:] (٢) ولم يزل مروان مع أَبيه الحكم حتَّى مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، فضمَّه عثمان رضوان الله عليه إليه، وجعله كاتبه، وأعطاه أموالًا عظيمة، وكان يتأوَّل في ذلك صلة الرَّحم، فنقم النَّاسُ على عثمان رضوان الله عليه بسبب تقريبه إليه، فكان يرتكب أمورًا لا يعلم بها عثمان رضوان الله عليه، ويرون أن كثيرًا ممَّا نسب إلى عثمان رضوان الله عليه لم يأمر به، وإنما هو عن رأي مروان.

وكان النَّاس قد شَنَفُوا لعثمان (٣) لما كان يصنع مروان، وكان عثمان رضوان الله عليه رجلًا حَيِيًّا كريمًا، فكان يصدِّقُ مروان في بعض ذلك، ويردُّ عليه بعضًا.

فلما حُصر [عثمان] قاتل مروانُ دونَه أشدَّ القتال.

[قال ابن سَعْد أَيضًا (٤): وأرادت عائشةُ الحجَّ وعثمانُ محصور، فأتاها مروان، وزيد بنُ ثابت، وعبد الرَّحْمَن بن عتَّاب بن أسيد بن أبي العيص، فقالوا: يَا أُمَّ المُؤْمنين، لو أقمتِ، فإنَّ أمير المُؤْمنين محصور، ومقامُكِ ممَّا يدفع الله به عنه. فلم تُجبهم وقالمت: قد أحضرتُ رواحلي. فقام مروان وهو يقول:

حرَّقَ قيسٌ عليَّ البلاد … حتَّى إذا استعَرَتْ أجذما


(١) بنحوه في "أنساب الأشراف" ٥/ ٢٨٦.
(٢) الكلام بين حاصرتين من (م).
(٣) أي: اعترضوا عليه.
(٤) في "الطبقات" ٧/ ٤٠ - ٤١، وما قبله منه.