للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثاني: بين عُمان ومَهرة وصَحار.

الثالث: بالدَّهْناء والدَّو وعالج وَيبرين، قاله ابن عبّاس. وقال: والأحقاف وادٍ بين عمان ومهرة، وإليه ينسب المهاري، يقال: إبل مهرية ومهاري قال: وكانوا من قبيلة إرم.

وقال الضحَّاك: الأحقاف جبل بالشام.

وقال مجاهد (١): هي جبال حِسْمَى وأرضها، والأوّل أصح.

وقال مقاتل: وكان ملكهم عاد يعبد القمر، وطال عمره فرأى من صلبه أربعة آلاف ولد، وتزوج ألف امرأة، وهو أوّل من ملك الأرض بعد نوح.

وكان عاد محسنًا إلى الناس يقري الأضياف، ويحفظ السبل، ويرحم المساكين ورأى العاشر من ولده، وعاش ألفًا ومئتي سنة، ثم مات، فانتقل الملك إلى أكبر ولده وهو شديد بن عاد، فأقام خمس مئة وثمانين سنة ثم مات، فانتقل الملك إلى أخيه شدَّاد بن عاد وهو بني إرم ذات العماد وملك تسع مئة سنة (٢)، وسنذكره.

وقال ابن قتيبة: كانت عاد ثلاث عشرة قبيلة ينزلون الأحقاف وبلادها، وكانت ديارهم بالدُّوِّ والدَّهْناء وعالج ويَبرين ووَبَار إلى حَضْرَمَوت، وكانت أخصبَ البلاد، فلمّا سخط الله عليهم جعلها مفاوز وقفارًا (٣).

وكانوا قد ملكوا الأرض لقوَّتهم، وافتخروا، وقالوا: ﴿وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ [فصلت: ١٥] وكان الرجل منهم لا يحتلم حتى يبلغ مئتي سنة. فلمَّا أكثر طغيانهم بعث الله إليهم هودًا فقال: يا قوم اعبدوا الله ووحّدوه، يا قوم لا أسألكم على تبليغ الرسالة أجرًا، أي: جُعلًا.

وقال مجاهد: سبب هذا أن الأمم كانت تقول للرُّسل: ما تريدون إلا أن تحكموا في أموالنا، فتقول لهم الرّسل كما قال هو. ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلا قَلِيلٌ﴾ [هود: ٤٠].


(١) من هنا بدأ خرم في (ب).
(٢) انظر "مروج الذهب" ٣/ ٨٠، ٨١.
(٣) "المعارف" ص ٢٨.