للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحملَ الجميعُ على الخواوج، [وقتلُوا أبا فُدَيك]، وحصروهم [في المُشَقَّ] حتَّى نزلوا على الحُكم (١)، فيُقال: إن عمر بن عبيد الله قتل منهما ستةَ آلاف، وأَسرَ منهم ثمان مئة، وأصابوا جارية أميَّة بنت عبد الله حُبلى من أبي فُدَيك (٢)، وغنموا ما كان في عسكر الخوارج، وعادوا إلى البصرة.

وفيها عزلَ عبدُ الملك خالدَ بنَ عبد الله عن البصرة، وولَّاها أخاه بِشْرَ بنَ مروان؛ جمع له بين الكوفة والبصرة، فشخص بِشْرٌ إلى البصرة، واستخلف على الكوفة عَمرَو بنَ حُرَيث (٣).

وفيها غزا محمد بن مُروان الصائفةَ في أربعة آلاف، فسار إليه الرُّوم في ستين ألفًا، فهزمهم، واستباحَ عسكرَهم.

وقيل: كان هذا من ناحية أرمينية (٤).

وفيها قَتَلَ الحجَّاجُ عبدَ الله بنَ الزبير.

وأقامَ الحجَّ للناس في هذه السنة [الحجَّاج] وهو على مكة واليمامة واليمن.

[وقال الواقدي:] وكان على الكوفة والبصرة بِشْر [بن مروان، ومن قول غيره: بِشْر على الكوفة. وخالد بن عبد الله على البصرة]، وعلى قضاء الكوفة شُريح بن الحارث، وعلى قضاء البصرة هشام بن هُبيرة، وعلى خُراسان بُكير بن وشاح من قبل عبد الملك (٥).

وقيل: في هذه السنة استقضى عبدُ الملك على دمشق أبا إدريس الخَوْلاني.


(١) عبارة النسخ الخطية (غير م، فليس فيها الكلام): "وحمل الجميع على الخوارج في السُّفن وحصروهم حتَّى نزلوا على الحكم". وأعتقد أن لفظة "السفن" محرَّفة عن "المُشَقّر". فأثبتُّ سياق "تاريخ" الطبري ٦/ ١٩٣، واستدركتُ ما بين حاصرتين منه. والمُشَقَّر حصن بالبحرين. وينظر الخبر مطولًا جدًّا في "أنساب الأشراف" ٦/ ٥٩٩ - ٥٦٩.
(٢) ينظر ما سلف ص ٤٩.
(٣) تاريخ الطبري ٦/ ١٩٤.
(٤) ينظر المصدر السابق.
(٥) تاريخ الطبري ٦/ ١٩٤، وما سلف بين حاصرتين من (م).