للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمَّا موسى بنُ عبد الله؛ فكان من العبَّاد، وله عقب صالحون، منهم صُدَيق بن موسى، ورُويَ عنه الحديث.

وولدُه موسى بن صُدَيق كان من أهل [الفضل والعَفَاف.

وإبراهيمُ بن موسى بن صُدَيق بن موسى؛ كان من أهل] العلم والنُسُك والأخبار والشعر، نظر في العلوم، فلما رَأَسَ؛ اعتزل، فنزل منزلًا بطريق الحجاز مما يلي العراق يقال له: السُّوَارِقِيَّة (١).

ومن شعره

نُعَلَّلُ بالدُّنيا ونعرفُ غِبَّها … ويمنعُنا حرصُ النفوسِ الشَّحائحِ

وأحزنني أنْ لا أزال مُوَكَّلًا … بتأميل أمرٍ لستُ فيه برابحِ

فيا باكيًا شجوًا على الدِّين والتُّقى … فَبَكِّ بمُرْفَضٍّ من الدَّمعِ سَافِحِ

أصابَهُمُ رَيبُ المَنُونِ فأصبحوا … ترابًا وهَامًا تحت صُمِّ الصفائح

وعُرِّيَتِ الأحسابُ والدِّينُ بعدَهُمْ … فصارت كمهجورٍ من الأرضِ نازحِ (٢)

وأما أبو بكر بن عبد الله؛ فإنَّه روى الحديث وحُمل عنه، وله عقب (٣).

ومصعب بن عبد الله بن الزُّبير (٤)، كان من أَعبدِ أهلِ زمانِه، صامَ خمسين سنة، وكان يصلِّي في اليوم والليلة ألفَ ركعة، وكان من أبلغ أهل زمانِه وأجملِهم، رُويَ عنه الحديث، وكان ولده عبدُ الله بن مصعب عالمًا خطيبًا، وليَ اليمنَ، فعدلَ وأحسنَ.


(١) جمهرة نسب قريش ١/ ٢٢٩ - ٢٣٠، والتبيين في أنساب القرشيين ص ٢٦٠ وما سلف بين حاصرتين منهما. ولا بدَّ منه. وقوله: السُّوَارقيَّة -ويقال: السُّوَيرقيَّة؛ بلفظ التصغير-: قرية بين مكة والمدينة كانت لبني سُليم. ينظر "معجم البلدان" ٣/ ٢٧٦.
(٢) جمهرة نسب قريش ١/ ٢٣١. ونسب الأبيات لإبراهيم بن موسى بن صُدَيق أيضًا ابنُ قُدامة في "التبيين" ص ٢٦٠. ووهم المرزُباني في "معجم الشعراء" ص ٥٠٢، فنسب الأبيات ليوسف بن عبد العزيز الماجشون، وسبب ذلك أن الزُّبير بن بكَّار أورد في ترجمة إبراهيم بن موسى قصة، جاء في آخرها اسم يوسف بن عبد العزيز الماجشون، فنسبها إليه. وتابعه على هذا الوهم الشيخ محمود شاكر ﵀ في تعليقه على "الجمهرة". والله أعلم.
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ٤٠٦ - ٤٠٧. قال مصعب الزُّبيري في "نسب قريش" ص ٢٤٣: وقد انقرضَ؛ كان له ابنٌ يقال له: عبد الرحمن، هلك، فورثه عامر بن عبد الله.
(٤) كذا قال المصنف ﵀. وهو وهم منه كما سلف التعليق على هذا في أوَّل فقرة "ذكر أولاد عبد الله بن الزبير" وسبب الوهم -والله أعلم- أن المصنف ينقل هنا عن "التبيين في أنساب القرشيين" لابن قدامة =