للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عارمٌ ذو عزٍّ ومَنَعة في قومه كأبي زَمْعَة" وذكر الحديث (١).

وقال الثعلبي: كان أشقر أزرق قصيرًا، واسمه قديرة (٢).

وقال الجوهري: قدار بن سالف (٣)، بالدَّال المهملة. وهو الأصح.

وقال وهب: وكان في المدينة ثمانية وهي يفسدون في الأرض ولا يصلحون، فانضافوا إلى المولود فصاروا تسعة.

وذكر وهب أسماءهم فقال: مصدع بن دهر، وأسلم، ورهمي، ورهيم، ودعمي، ودعيم، وقبال، وصداق، وقدار بن سالف، قال وهب: وكان الثمانية حاكة، وكان في المدينة امرأتان لهما جمال فرآهما قدار ومهجع (٤)، قال مقاتل: إحداهما اسمها عنيزة بنت غنم، والأخرى صدوق بنت المحيَّا، فقالت صدوق: من يكفينا أمر الناقة؟ فقال قدار: أنا فما لي عندك؟ فقالت: نفسي، وقالت عنيزة للآخر كذلك، فقالا: ميلا علينا بالخمر، فشربا حتى سكرا وطلبا منهما الزنا فقالتا حتى تفرغا من أمر الناقة. وكان قد استغويا النفر الذين سمَّيناهم فخوجوا إلى النَّاقة وهي على الحوض قائمة فضربها قُدار على عرقوبها فوقعت. وقال مجاهد: رماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها، ثم شدَّ عليها بالسيف فكسر عرقوبها. ثم نحرها، وقالوا: ﴿يَاصَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إ﴾ [الأعراف: ٧٧] من العذاب.

وجاء الخبر إلى صالح فأقبل فرآها كذلك، فوقف يبكي، فجاء قومه يعتذرون إليه ويقولون: إنما عقرها فلان وفلان.

ولما عقرت صعد فصيلها إلى الجبل، فقال لهم صالح: انظروا فإن أدركتموه فعسى أن يُرفَعَ عنكم العذاب. فمضوا خلفه فلم يقدروا عليه. ولما علا على الجبل رغا ثلاثة أصوات، وهذا الجبل يقال له: القارة، وكان قصيرًا، فلمَّا قصدوا الفصيل طال إلى عنان السماء. وصعد صالح ورآه، فلمَّا رآه سالت دموع الفصيل على خدَّيه، فقال لهم صالح: ﴿تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ﴾ [هود: ٦٥] لكل رغوة يوم، وآية العذاب أن


(١) أخرجه أحمد (١٦٢٢٣)، والبخاري (٤٩٤٢)، ومسلم (٢٨٥٥).
(٢) "عرائس المجالس" ص ٧٠، وفيه: اسم أمه قديرة.
(٣) "الصحاح": (قدر).
(٤) كذا في (ل)، ولعله "مصدع"، انظر "عرائس المجالس" ص ٧٠.