للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ومَن هو؟ قال: عبيد الله بن أبي بَكرة -وَلي سجستان في سنة إحدى وخمسين، فقلَّدَهم الصَّنائع؛ فأحبوه لأياديه فيهم- فهو خيرٌ لك مني في سجستان، وأنا في خُراسان خير لك من غيري؛ لأنها ثَغْر التُّرك، وسجستان ثغر كابُل، فولَّى عبيد الله بن أبي بَكْرَة سجستان، والمهلّب خراسان، فأقام بها حتى مات.

وروى المفضَّل (١): أن الحجاج استعمل المهلّب على سجستان، وابنَ أبي بَكرة على خُراسان، فقال المهلب لعبد الرحمن بن عبيد بن طارق صاحب شُرطة الحجاج: أنا أعرَفُ بخراسان؛ فإني كنتُ مع الحكم بن عمرو الغفاري بها قديمًا، وإن أبا بَكرة أقوى على سجستان مني، فأخبر الحجّاج فولّاه خُراسان، وولّى ابنَ أبي بَكرة سجستان.

ثم إن الحجاج أَغْرم المهلب ألفَ ألفِ درهم كان أخذها من الأهواز لما ولاه إياها خالد بن عبد الله، فلم يكن عند المهلب ما يُعطيه، فساعده ابنُه المغيرة بخمس مئة ألف، وباعت زوجةُ المهلب خَيرة القُشيريّة حُليَّها بخمس مئة ألف، وقيل: استسلف المهلَّب البعض، وأكمل ألفَ ألفِ درهم، وبعث بها إلى الحجاج.

وبعث المهلَّبُ ابنَه حَبيبًا في مُقدّمته إلى خراسان، فسار إليها، ولم يعرض لأُميَّة ولا لعُمّاله فأقام بها عشرة أشهر، حتى قدم عليه أبوه المهلّب في سنة تسعٍ وستين.

[وقال أبو معشر:] وحجَّ بالناس الوليد بن عبد الملك، وقال غيره: حج أبان (٢) بن عثمان وكان على المدينة، والوليد بن عبد الملك كان ببلاد الروم غازيًا، وكان على العِراقَين الحجاج، وعلى قضاء البصرة موسى بن أنس على ما قيل.

[قال الطبري: وكان على قضاء الكوفة شُرَيح (٣). وهو وهم، وقد ذكرنا وفاة شريح].

فصل: وفيها توفي

[جابر بن عبد الله]

ابن عمرو الأنصاري، [وقد ذكرنا نسب أبيه في شهداء أُحُد،] وأمُّه أنيسة بنت عَنَمة بن عدي، من بني سَلِمة، [وكنيته] أبو عبد الله.


(١) هو المفضّل بن محمد، كما في الطبري ٦/ ٣٢٠، وتحرف في النسخ إلى الفضل، وقوله هذا ليس في (ص).
(٢) في النسخ خلا (ص): وقيل أبان، والمثبت من (ص) وما بين معكوفين منها.
(٣) "تاريخ الطبري" ٦/ ٣٢١.