للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمغرب فلم ينضج بها كراع (١).

وقال ابن عباس: لم يبق يومئذ في الأرض نارٌ إلَّا طفئت ظنّت أنها هي التي تعنى، قال: ولو لم يقل ﴿وَسَلَامًا﴾ لمات إبراهيم من البرد (٢).

وقال مجاهد: لو لم يقل: سلامًا، لم ينتفع بها أحد إلى يوم القيامة.

وحكى أبو القاسم في "تاريخ دمشق" عن سفيان الثوري أنه قال: أوحى الله إلى النّار لئن نلت من إبراهيم أكثر من حلّ وثاقه لأعذبنّك عذابًا لا أعذِّبه أحدًا من خلقي، وفي رواية: عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين (٣).

وقال السُّدي: لما وصل إلى النّار تلقَّته الملائكة بأيديها وأخذت بضَبْعَيه، وجاءه جبريل بقمص من الجنَّة، وطنفسةٍ من الجنَّة، فأَلبسه القميص وأجلسه على الطنفسة، وصار المكان روضةً، وأنبع الله له عينًا من الماء العذب، وأنبت حوله الورد والرياحين والياسمين، وقعد جبريل يتحدَّث معه.

وحكى المنهال بن عمرو قال: أقام إبراهيم في النار أربعين يومًا، وكان يقول بعد ما خرج منها: ما طاب لي عيش غير تلك الأيام، وددتُ أني كنت فيها أبدًا (٤).

وحكى الحافظ في "تاريخ دمشق" عن عكرمة قال: قالت أم إبراهيم لما ألقي في النار: قد كان ابني يقول: إنّ له ربًّا يمنعه، ثم صعدت على سُلَّم فاطَّلعت عليه، فإذا هو جالس وسط النار فقالت: يا إبراهيم، ادعُ إلهك أن يجعل لي طريقًا إليك، فسأل الله تعالى، فنزلت إليه فضمَّته وقبَّلته (٥).

وحكى الحافظ أيضًا عن عكرمة قال: لما أخرج الله إبراهيم من النَّار زاده في حسنه وجماله سبعين ضعفًا (٦).


(١) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ١/ ١٩ من طريق عبد الله بن أحمد، وما بين معقوفين زيادة منه.
(٢) انظر "التبصرة" ١/ ١١٥.
(٣) "تاريخ دمشق" ٦/ ١٨٢ - ١٨٣.
(٤) انظر "عرائس المجالس" ص ٧٩.
(٥) "تاريخ دمشق" ٦/ ١٨٤.
(٦) "تاريخ دمشق" ٦/ ١٨٤.