للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يقول: ما مارْيتُ أحدًا قط، ولا كذَّبتُ أحدًا قط (١).

[وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل بإسناده إلى سليمان الرَّبَعيّ قال: كان أبو الجوزاء] يواصل في الصوم بين سبعة أيام، ثم يَقبض على ذِراع الشابّ فيكادُ يَحْطِمُها (٢).

وقال ابن سعد: خرج أبو الجَوزاء مع ابن الأشعث، فقتل أيام الجَماجم، سنة ثلاثة وثمانين (٣).

وأسند عن ابن عباس وعائشة وغيرهم.

[إياس بن قتادة]

ابن أوفى بن عَبْشَمْس (٤) بن سعد بن زيدِ مَناة بن تميم، وأمُّه الفارِعة بنت حِمْيَريّ، من بني مُرَّة.

وهو من الطبقة الأولى من التابعين من أهل البصرة، ولأبيه قَتادة صُحبة.

وكان إياس شريفًا في قومه، اعتَمَّ وهو يُريد بِشرَ بن مروان، فنظر في المرآة، فإذا بشَيبةٍ في ذَقنه، فقال: يا جارية، افليها، فإذا أخرى فقال: انظري مَن بالباب من قومي، فأُدخلوا عليه، فقال لهم: يا بني تَميم، إني كنتُ قد وهبتُ لكم شَبابي، فهبوا لي مَشيبي، ألا تراني حُمَيِّرَ الحاجات (٥) وهذا الموت يقرب إلي، ثم نَقض عِمامته، واعتزل يُؤَذِّن لقومه، ويعبد ربه حتى مات (٦).

قال ابن سعد: سمعتُ أنه خرج من المسجد يوم الجمعة، فقرَّبوا إليه أَتانًا له ليركَبَها، فلما اغترز في الرِّكاب نظر (٧) إلى شيبه فقال: مرحبًا بك، طالما انتظرتُك، ثم انصرف فاضطجع على شِقِّه الأيمن، فمات في خلافة عبد الملك بن مروان.


(١) "طبقات ابن سعد" ٩/ ٢٢٢ - ٢٢٣، وما بين معكوفين من (ص).
(٢) "الزهد" لأحمد ٣٧١، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" ٣/ ٧٩ - ٨٠، وما بين معكوفين من (ص).
(٣) "طبقات ابن سعد" ٩/ ٢٢٣.
(٤) في "طبقات ابن سعد" ٩/ ١٢٧، و"أنساب الأشراف" ١١/ ٤٩٨: بن أوفى بن موءلة بن عتبة بن ملادس بن عبشمس.
(٥) حُمَيِّر، تصغير حمار، والمعنى: امتهنوه في جليل أمرٍ ودقيقهِ، كما في جمهرة الأمثال ١/ ٣٨١. وينظر أيضًا مجمع الأمثال ٢/ ٤٠٤.
(٦) "طبقات ابن سعد" ٩/ ١٤١، و"المنتظم" ٦/ ٣١٢ وذكره في وفيات سنة (٩٣).
(٧) في النسخ: فنظر، والمثبت من "طبقات ابن سعد" ٦/ ١٤١.