للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: إن قتيبة لما فارق الجند ركب في السفن، وانحدر على آمُل، فكتب إليه الحجّاج يُعَجِّزه حيث فارق جُنده وقال: إذا غزوتَ فكن في مُقَدَّم الناس، وإذا قَفَلتَ فكن في ساقَتِهم (١).

وفيها توفي عبد الملك بن مروان، وولي ابنُه الوليد.

[الباب السادس في ولاية الوليد بن عبد الملك]

وكنيته أبو العبّاس، وأمه وَلّادة بنت العباس بن جَزء بن الحارث العَبْسيّ، ويقال لها: بنت السَّوداء لأن أمها كانت سوداء، وهي أم سليمان بن عبد الملك، وقيل: هي وَلادة بنت خالد بن جَزْء بن الحارث بن زهير.

ولا يعرف امرأة ولدت خليفتين سوى هذه، والثانية شاه فرند بنت فيروز بن يَزدَجرد الملقّب بكسرى، ولدت يزيد وإبراهيم ابني الوليد بن عبد الملك، والثالثة الخيزران ولدت الهادي والرشيد.

ذكر مولده:

واختلفوا فيه على أقوال، أحدها: في سنة خمس وأربعين بالمدينة، في دار عبد الملك بن مروان؛ وتدعى دار الإمارة.

والثاني: في سنة سبع وأربعين؛ ذكرهما الهيثم.

والثالث: في سنة خمسين، حكاه الواقدي.

والرابع: في سنة اثنتين وخمسين، ذكره ابن قتيبة (٢).

ذكر بيعته:

[قال الواقدي:] بويع بالخلافة يوم الخميس منتصف شوال، يوم مات أبوه.


(١) "تاريخ الطبري" ٦/ ٤٢٤ - ٤٢٦، وساقَة الجيش: مؤخِّرُه.
(٢) من قوله: واختلفوا فيه … إلى هنا من (ص)، وجاءت في النسخ الأخرى مختصرة.