للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال:] وما رفع رأسه إلى السماء ولا خاض في شيء من أمر الدنيا.

[وروى أبو نعيم أيضًا أنَّه] قال: من أعظم الذنب عند الله أن يُحدِّث العبد بما ستره الله عليه (١).

[قال ابن أبي الدنيا بإسناده إلى سفيان بن عيينة قال: قال إبراهيم التَّيميّ:] مَثَّلْتُ نفسي في الجنة، آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأُعانق أبكارها، ومثلت نفسي في النَّار، آكل من زَقُّومها، وأشرب من صَديدها، وأُعالج سلاسلها، فقلت لنفسي: أَيْ نفس، أيش تريدين؟ فقالت: أُردّ إلى الدنيا فأعمل صالحًا، فقلت: أَنْتَ في الأُمنية فاعملي (٢).

[وقال ابن سعد:] تُوفِّي إبراهيم التَّيميّ في حبس الحجاج، وسبب حبسه: أن الحجاج طلب إبراهيم النَّخَعي، فجاء الذي طلبه فقال: أريده إبراهيم، فأخذه وهو يعلم أنَّه يريد إبراهيم النَّخَعيّ، فلم يستحلّ أن يَدُلّه عليه، فأتي به الحجاج، فحبسه في الدِّيماس، ولم يكن له ظِلٌّ من الشَّمس، ولا كِنٌّ من البَرد، وكان كلّ اثنين في سلسلة، فتغيّر إبراهيم، فجاءته أُمُّه فلم تعرفه حتَّى كلّما، فمات في السجن، فرأى الحجاج قائلًا يقول في منامه: مات الليلة رجلٌ من أهل الجنة في هذه البَلدة، فلما أصبح سأل: هل مات الليلة أحد بواسط، قالوا: نعم، إبراهيم التَّيمي مات في الحبس، فقال: حُلْمٌ ونَزْغَةٌ من نزغات الشيطان، وأمر به فألقي على الكُناسة (٣).

[وقال الشعبي: أقام في السجن مدّةً،] ولما دخل السجن نادى: يَا أهل السجن، بلاء الله في عافيته، وأهل عافيته في أهل بلائه، اصبروا، فصاحوا جميعًا وبكوا.

وقيل: إنّه مات بالكوفة.

أسند عن أبيه، والحارث بن سُويد وغيرهما وروى عنه سفيان الثّوري، والأعمش، والشّعبي وغيرهم.


(١) حلية الأولياء ٤/ ٢١٢ - ٢١٥.
(٢) المنتظم ٦/ ٣٠٥، والحلية ٤/ ٢١١، وما بين معكوفين من (ص)، وجاء الخبر فيها آخر ترجمة إبراهيم.
(٣) طبقات بن سعد ٨/ ٤٠٢.